معالجات اخبارية

المخيمات الفلسطينية في لبنان بين وديعة عباس وسيطرة الدولة

استكملت السلطة الفلسطينية المرحلة الرابعة من خطة تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان، وسط جدل واسع بين الفصائل الفلسطينية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي محمود عباس الشخصية لإظهار المخيمات وكأنها خارج سلطة الفصائل، في مسرحية تهدف إلى تفريغ المخيمات من أي قدرة دفاعية فلسطينية لصالح الدولة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي.

تسليم سلاح المخيمات في لبنان

وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في “الأمن الفلسطيني” في لبنان عبد الهادي الأسدي أن قوات الأمن الوطني الفلسطيني استكملت عملية تسليم دفعة جديدة (الرابعة) من السلاح التابع لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتم تسليم خمس شاحنات من مخيم عين الحلوة وثلاث شاحنات من مخيم البداوي إلى الجيش اللبناني.

وأضاف الأسدي أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا للبيان المشترك الصادر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس اللبناني جوزاف عون، وما نتج عنه من عمل اللجنة اللبنانية–الفلسطينية المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات وتحسين الظروف المعيشية فيها.

وقالت لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني إن حركة “فتح” تواصل مسارها في تسليم ما لديها من سلاح داخل المخيمات الفلسطينية إلى الدولة اللبنانية، حيث استُكملت المرحلة الرابعة من العملية، بما يعكس التزامًا فعليًا بالخطة المتدرّجة التي ترعاها اللجنة وتنفذها المؤسسة العسكرية.

رفض الفصائل لتسليم كامل السلاح

وفي 21 أغسطس الماضي، تسلم الجيش اللبناني السلاح الفلسطيني بمخيم برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، في أول مرحلة، ثم تسلم السلاح من مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي بمدينة صور في الـ28 من الشهر نفسه.

أما الدفعة الثالثة، فتسلمها الجيش اللبناني من مخيمات برج البراجنة ومار إلياس وشاتيلا في 29 أغسطس الماضي.

ونفت الفصائل الفلسطينية وجود نوايا لتسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، مؤكدة أن هذه الأخبار “عارية تماما عن الصحة ولا تمت إلى الواقع بصلة”.

وأوضحت الفصائل في بيان لها أن ما يجري داخل المخيمات “هو شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة فتح، ولا علاقة له بمسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات”.

وشددت الفصائل على أن سلاحها “مرتبط بحق العودة وبالقضية الفلسطينية العادلة، ولن يُستخدم إلا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.

كما جددت الفصائل حرصها على أمن واستقرار المخيمات وجوارها، والتزامها بالقوانين اللبنانية واحترامها لسيادة الدولة ومؤسساتها، مع السعي لتعزيز العلاقات الأخوية بين الشعب الفلسطيني وأهالي لبنان.

اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

ويعيش في لبنان أكثر من 493 ألف لاجئ فلسطيني، يعانون ظروفًا صعبة داخل مخيمات تُدار أمنيًا بواسطة الفصائل الفلسطينية وفق تفاهمات غير رسمية تعود إلى اتفاق القاهرة عام 1969.

ويقيم أكثر من نصف اللاجئين في 12 مخيمًا معترفًا بها من “الأونروا”، حيث لا تدخل القوات اللبنانية المخيمات مباشرة، بينما يفرض الجيش إجراءات مشددة حولها لضمان السيطرة على محيطها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى