معالجات اخبارية

بين “الهجرة الطوعية” والملهى الليلي.. الوجه الحقيقي لفادي الدغمة

في وقتٍ يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أعنف المآسي الإنسانية تحت القصف والحصار المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، أثار ظهور فادي الدغمة، المعروف بانتمائه إلى شبكة أفيخاي، موجة واسعة من الغضب بعد تداول مقاطع مصوّرة له وهو يرقص ويحتفل في أحد الملاهي الليلية بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

المشهد الاستفزازي جاء متزامناً مع تصاعد أعداد الشهداء واستمرار معاناة آلاف العائلات التي تبحث عن مأوى وغذاء وأمان، الأمر الذي اعتبره ناشطون “رقصاً على دماء الضحايا”.

ويكشف هذا السلوك حجم الانفصال الأخلاقي الذي يعيشه بعض أعضاء شبكة أفيخاي، الذين يقدَّمون أنفسهم كأصوات فلسطينية مستقلة بينما يعملون في الحقيقة على تلميع صورة الاحتلال وترويج دعايته.

(اضغط لمشاهدة الفيديو)

الترويج للتهجير

وفضيحة بروكسل لم تكن النشاط الوحيد المثير للجدل لفادي الدغمة، إذ سبق له أن أنشأ صفحة على موقع “فيسبوك” حملت اسم “الهجرة الطوعية”، خصصها للترويج لفكرة الرحيل من القطاع عبر البحر، ناشراً روابط يدّعي أنها توفر آلية للتسجيل والمغادرة.

ومن خلال هذه الصفحة، أعاد الدغمة طرح التهجير بلغة محلية، مقدِّماً إياه كخيار فردي أمام سكان غزة، في انسجام واضح مع ما تسعى إليه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، التي رأت في التهجير الجماعي حلاً للأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب.

تبني الرواية الإسرائيلية

ومنذ سنوات، ارتبط اسم فادي الدغمة بخطاب يهاجم المقاومة الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس، بينما تجاهل تماماً جرائم الاحتلال والحصار المفروض على القطاع.

ومع مرور الوقت، أصبح خطابه متماهياً بشكل كامل مع الرواية الإسرائيلية، حتى وصل إلى حد التحريض المباشر على إعلاميين فلسطينيين، من بينهم الشهيد حسن اصليح.

وهذا التوجه جعله أحد أبرز الوجوه المستخدمة في الحرب النفسية ضد الفلسطينيين، حيث يتم استثمار منشوراته ومقاطع ظهوره في الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية، وتوظيفها كدليل على وجود “غضب داخلي” ضد المقاومة.

فادي الدغمة وشبكة أفيخاي

وتعكس تحركات فادي الدغمة نمطاً مألوفاً تلجأ إليه إسرائيل في دعايتها، من خلال توظيف أصوات محلية بلهجة فلسطينية، لكنها تكرر مضامين الاحتلال.

وتُقتبس مواقفه باستمرار في وسائل إعلام إسرائيلية لإظهار أن “الفلسطينيين أنفسهم” يتبنون الخطاب الإسرائيلي، ما يمنح الاحتلال غطاءً إضافياً لجرائمه في غزة.

وجاء ظهور الدغمة وهو يرقص في بلجيكا ليعزز الصورة التي كوّنها الفلسطينيون عنه منذ سنوات، باعتباره جزءاً من ماكينة الاحتلال الدعائية.

فقد عبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استهجانهم الشديد، معتبرين أن ما جرى “دليل إضافي على أن شبكة أفيخاي وأتباعها لا يترددون في المتاجرة بمعاناة شعبهم، حتى لو كان الثمن هو الظهور في مشاهد فاضحة، بعيداً عن دماء الشهداء وصراخ الأطفال تحت الركام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى