فادي الدغمة وحملة “هي لله”.. 160 ألف دولار اختفت باسم غزة

في خضمّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبينما كانت العائلات تبحث عن أي نافذة أمل أو مساعدة، أطلق فادي الدغمة حملةً حملت اسم “هي لله”، قال إنها لجمع التبرعات للمتضررين في القطاع.
والحملة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت عن جمع ما يقارب 160 ألف دولار، لكن سرعان ما اختفى كل أثر لها، ولم تُنشر أي تقارير أو صور أو توضيحات حول وجهة الأموال، أو مصيرها، أو حتى المستفيدين منها.
فادي الدغمة وحملة “هي لله”
وظهر فادي الدغمة في تلك الفترة بوجه “المبادر الإنساني”، مقدماً نفسه كصوت للناس، وكشخص يسعى لتخفيف معاناتهم في ظل الحصار والدمار.
غير أنّ متابعي الحملة فوجئوا بأنّها انتهت كما بدأت ضجيج إعلامي كبير دون نتائج ملموسة، ولا أثر واضح للأموال التي جُمعت باسم غزة، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة عبر المنصات الرقمية حول دوافع الحملة وحقيقتها.
لكن القصة لا تتوقف عند “هي لله”، فالدغمة، الذي سبق له أن أنشأ صفحة على “فيسبوك” بعنوان “الهجرة الطوعية”، كان قد استخدمها للترويج لفكرة الرحيل من القطاع عبر البحر، ناشراً روابط يزعم أنها تتيح التسجيل والمغادرة.
ومن خلال تلك الصفحة، قدّم التهجير على أنه خيار “فردي” أمام سكان غزة، في انسجام واضح مع ما تروّج له حكومة الاحتلال التي رأت في التهجير الجماعي حلاً للأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب.
فادي الدغمة ويكيبيديا
لسنوات، ارتبط اسم فادي الدغمة بخطاب يهاجم المقاومة الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس، متجاهلاً جرائم الاحتلال والحصار المفروض على القطاع.
ومع الوقت، أصبح خطابه متماهياً بالكامل مع الرواية الإسرائيلية، إلى درجة أنه وصل حد التحريض على إعلاميين فلسطينيين، من بينهم الشهيد حسن اصليح، الذي استُهدف خلال تغطيته للمجازر في رفح.
ونشاط الدغمة لم يكن منعزلاً عن سياقٍ أكبر، فخطابه وظهوره المستمر في وسائل التواصل جعلاه أحد أبرز الوجوه التي توظّفها الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية، وتستخدم منشوراته كأدلة على وجود “غضب داخلي” ضد المقاومة، وهي الاستراتيجية التي تعتمدها إسرائيل منذ سنوات في حربها النفسية ضد الفلسطينيين.
شبكة افيخاي وفادي الدغمة
وفي وقتٍ كانت فيه غزة تحت القصف، اختار الدغمة أن يواصل هجومه على المقاومة ضمن شبكة افيخاي، مكرّراً مصطلحات الجيش الإسرائيلي ذاتها الدرع البشري، المقرات تحت المستشفيات، والحرب التي فرضتها حماس.
وهذه المفردات، التي تتبناها الماكينة العسكرية الإسرائيلية لتبرير جرائمها، أعاد فادي صياغتها بلغة محلية، مقدّماً نفسه كصوت “واقعي”، بينما كان في الواقع يردد دعاية العدو.