معالجات اخبارية

وكالة معًا تنشر تقريرًا مفبركًا عن اتفاق وقف الحرب على غزة

نشرت وكالة معًا تقريرًا بعنوان «البنود السرية في اتفاق وقف الحرب على غزة»، وهو تقرير لا يستند إلى أي وثائق أو مصادر رسمية معترف بها، بل يعتمد على مزيج من الافتراضات والتكهنات الصحفية التي تفتقر لأبسط معايير التحقق والمصداقية.

أول ما يلفت في تقرير “معًا” أنه مكتوب بلغة الاحتمال لا بلغة التأكيد، فعبارات مثل «تفيد بعض المصادر»، «يزعم بعض الإعلام»، «قد تحتوي على بنود»، و«يشير بعض المحللين»، تكشف بوضوح أن المادة لا تستند إلى أي وثائق أصلية أو تسريبات موثوقة، بل إلى تخمينات وتحليلات من خارج أي إطار رسمي أو دبلوماسي معتمد.

وكالة معاً و”البنود السرية”

أما ما ورد فيه عن «ملحقات سرية» أو «خرائط لم تُنشر»، فليس سوى مزاعم لا تستند إلى دليل واحد أو تصريح رسمي، فالولايات المتحدة وقطر ومصر، وجميعها أطراف مشاركة في المفاوضات، لم تتحدث عن أي ملاحق إضافية أو بنود غير معلنة.

كما أن حركة حماس نفت بشكل واضح وصريح وجود أي بنود سرية، مؤكدة أن كل ما تم التوافق عليه معلن وواضح للرأي العام.

وقال قيادي في حركة حماس: «الأنباء المتداولة بشأن وجود بنود سرية في اتفاق إنهاء الحرب على غزة عارية تمامًا عن الصحة».

وكالة معاً

ومن الناحية المهنية، فإن أي حديث عن «بنود سرية» في اتفاقات سياسية من هذا النوع لا يمكن أن يكون ذا مصداقية دون وجود وثيقة أصلية مسربة، أو تأكيد رسمي من أحد الأطراف المعنية بالمفاوضات، أو كشف دبلوماسي موثوق يثبت صحة تلك المعلومات.

ولا يمكن النظر إلى ما نشرته وكالة معًا بمعزل عن سجلها الإعلامي المثير للجدل، إذ اعتاد المتابعون على مواقف الوكالة التي تُتهم أحيانًا بالتحيز للسلطة الفلسطينية، وبنشر مواد تُخدم أجندتها السياسية على حساب الحقيقة المهنية.

وبنشر هذا التقرير تحديدًا، تؤكد وكالة معًا مجددًا انزلاقها نحو الخطاب المضلل الذي يخلط بين الرأي والمعلومة، ويساهم في تغذية البلبلة بدلًا من خدمة الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى