معالجات اخبارية

صالح الجعفراوي.. رحل شهيدًا يشكو ظلم الاحتلال وأعوانه

تواصل آلة التحريض الإسرائيلية العمل بأذرعها العلنية والخفية، حتى بعد سقوط الشهداء، فبعد ساعات من استشهاد الصحفي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي مساء الأحد، خرجت مجموعة من الأسماء المعروفة بتبنّيها خطابًا متناغمًا مع المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، لتبدأ حملة مزاودة وتشويه جديدة ضد الشهيد الذي قضى وهو يؤدي واجبه في نقل الحقيقة.

وتضم هذه الأسماء، وفق متابعين ونشطاء، كلًّا من باسم عثمان، أمجد أبو كوش، أيمن العالول، وعلي الشريم — وهم أفراد دأبوا عبر صفحاتهم الشخصية على ترديد سرديات الاحتلال، في سياق يهدف إلى زرع الانقسام والشك داخل المجتمع الفلسطيني، والتقليل من شأن الأصوات الإعلامية المخلصة.

ويؤكد ناشطون أن ما صدر عن هذه الشخصيات عقب استشهاد الجعفراوي، لم يكن سوى امتدادٍ لحملة التحريض التي بدأها أدرعي منذ أشهر، حين استهدف الشهيد بشكل مباشر في منشور ساخر عبر منصة “إكس”، بعد ظهوره المغبر عقب نجاته من قصف برج الغفري في مدينة غزة، في محاولة واضحة لإسكات الصوت الفلسطيني الحر وتكميم الحقيقة.

استشهاد صالح الجعفراوي

استُشهد مساء الأحد، الصحفي والناشط صالح الجعفراوي (27 عامًا)، خلال تغطيته الصحفية في حي الصبرة بمدينة غزة، على يد العصابات والعملاء، حيث تم نقل جثمانه إلى المستشفى المعمداني.

ووفق مصادر محلية، فقد فُقد الاتصال به مساء الأحد أثناء تغطيته آثار العدوان الإسرائيلي، قبل أن يُعثر عليه مقتولًا بعد أن أُطلق عليه النار وسُرقت مقتنياته.

وأفادت عائلته ومصادر إعلامية بأن الشهيد كان قد تلقّى تهديدات مباشرة ومتكررة بالقتل والاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي طوال فترة الحرب، بسبب نشاطه الإعلامي المكثّف في توثيق الجرائم بحق المدنيين والنازحين.

ويُعرف الجعفراوي بمواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وبنشاطه الإنساني في دعم الأسر المتضررة، إضافة إلى كونه أحد أبرز الوجوه الإعلامية الشابة التي نقلت بالصوت والصورة حقيقة الإبادة الجماعية في غزة إلى العالم.

صالح الجعفراوي

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي منشورًا على منصة “إكس” هاجم فيه الجعفراوي وسخر من مظهره بعد نجاته من قصف برج الغفري، وهو المبنى المؤلف من 16 طابقًا الذي دمّره الاحتلال الإسرائيلي بالكامل.

وردّ الجعفراوي حينها برسالة قوية، مذكّرًا بما حدث مع الصحفي الشهيد أنس الشريف مراسل الجزيرة، الذي كان قد تعرّض قبل اغتياله لحملة مشابهة من أدرعي ثم استُهدف بقصف مباشر في أغسطس/آب الماضي.

وفي منشور لافت، اقتبس الجعفراوي آية قرآنية كان أنس الشريف قد نشرها قبل استشهاده، في إشارة إلى استعداده لمواجهة المصير ذاته دون أن يتراجع عن أداء واجبه المهني والوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى