صحيفة عبرية: التطبيع مستمر والإمارات صديق حقيقي لإسرائيل

بينما ما تزال المنطقة تعيش ارتدادات الحرب وتغيّر موازين التحالفات، كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن تقدّم ملحوظ في مسار التقارب بين السعودية وإسرائيل، رغم الجمود السياسي والإقليمي الظاهر.
وذكرت الصحيفة أن واشنطن تلعب دور الوسيط النشط في هذا المسار، متوقعة أن يشهد العام المقبل خطوة تطبيعية حقيقية بين الجانبين، ربما قبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
وأكدت الصحيفة أن الاتصالات بين الرياض وتل أبيب لم تتوقف رغم أجواء الحرب، بل تتواصل على أكثر من مستوى.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي بارز إشادته بموقف الإمارات العربية المتحدة التي وصفها بأنها “الصديقة العربية الحقيقية لإسرائيل”، مشيرًا إلى استمرار رحلاتها الجوية إلى تل أبيب خلال الحرب على غزة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الإمارات استغلت علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل لتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيمات النزوح في قطاع غزة، وإقامة عيادات ومستشفيات ميدانية.
كما أصبحت الجهة الممولة والمشرفة على مشاريع ما تُسمى بـ”المناطق الإنسانية” التي ينشئها جيش الاحتلال في بعض مناطق القطاع.
التطبيع مع إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية والإمارات تتبنيان رؤية متقاربة تعتبر أن إعادة إعمار غزة لن تكون ممكنة في ظل وجود حركة حماس، مع الالتزام بتمويل مشاريع إنسانية وإعمار جزئي للبنية التحتية في القطاع.
كما نقلت عن دبلوماسي أمريكي رفيع قوله إن ما يجري ليس مفاجئًا، بل نتيجة “طبيعية للمصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة” بين الأطراف، معتبرًا أن ما تأخر حدوثه “سيصبح واقعًا قريبًا”.
ووفق التقرير، يرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن الانفتاح على إسرائيل جزء من رؤيته “السعودية 2030″، القائمة على الشراكات التقنية والاقتصادية والأمنية، في تقاطع واضح مع مجالات التفوق الإسرائيلي في الابتكار والتكنولوجيا المالية والأمن السيبراني.
وأضافت الصحيفة أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعادت الزخم إلى ملف التطبيع، كونه مهندس اتفاقيات أبراهام، ونقلت عنه أنه تلقى تأكيدات من مسؤولين سعوديين برغبتهم في الانضمام إلى الاتفاقيات، ما سيشجع دولًا عربية وإسلامية أخرى على أن تحذو حذوها.
السعودية والإمارات
وذكرت “إسرائيل هيوم” أن التواصل بين السعودية وإسرائيل بلغ مرحلة متقدمة في أيلول/سبتمبر 2023، عندما بُث خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة على شاشة التلفزيون السعودي للمرة الأولى، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على تقارب غير مسبوق.
ورغم أن الحرب على غزة عطلت المسار، تقول الصحيفة إن الرياض لم تغلق الباب أمام التطبيع، بل تتعامل بخطاب أكثر حذرًا تجاه إسرائيل، بانتظار صيغة سياسية جديدة تتوافق مع خطة ترامب المستقبلية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الرياض وأبوظبي تعتبران الاستقرار الإقليمي فرصة اقتصادية كبرى، وأن التعاون مع إسرائيل في مجالات الأمن، والطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا قد يرسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة خلال العام المقبل.