معالجات اخبارية

قيادات فتح تحتفل في رام الله بينما الشعب يعاني الحرب والاعتقالات

تفقد رئيس السلطة محمود عباس في رام الله سير انتخابات حركة الشبيبة الفتحاوية، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن حرب إبادة على الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعيش الشعب ظروفاً مأساوية في مواجهة القصف والاعتقالات من جهة السلطة والاحتلال والمداهمات.

وافتتحت حركة الشبيبة الفتحاوية مؤتمرها بحضور محمود عباس وعدد من قيادات الصف الأول في حركة فتح، في مشهد يعمّق الفجوة بين قيادة السلطة والشارع.

ويظهر الحضور الرسمي وكأنه منفصل عن الواقع اليومي لمعاناة الناس، منشغلاً بنشاطات تنظيمية لا تعبّر عن أولويات الشباب الفلسطيني ولا تلامس قضاياه الحقيقية.

انتخابات الشبيبة الفتحاوية

وقال الشارع الفلسطيني إن مؤتمر الشبيبة يعكس سياسة السلطة وحركة فتح في السيطرة على الجامعات والشباب، وحصر النشاط الطلابي بالتيارات التابعة لها فقط، بهدف منع أي فعل طلابي مستقل يخدم القضية الوطنية.

وأشارت مصادر محلية إلى أن أجهزة السلطة تكمل حملتها على الطلاب المنتمين للكتلة الإسلامية، من اعتقالات وملاحقات واستدعاءات، وتأتي هذه السياسات بالتوازي مع استمرار العدوان الإسرائيلي، ما يبرز التناقض بين ما يحدث على الأرض ونشاطات قيادات السلطة في رام الله.

قيادة السلطة منفصلة عن الواقع

وتأتي فعاليات عباس وقيادات فتح في رام الله في وقت حرج، حيث يسقط شهداء في جنين وتستمر الاعتقالات والمداهمات في كل أنحاء الضفة، وسط صمت تام وغياب لقيادة وأجهزة السلطة.

وعلق الكاتب السياسي ياسين عز الدين أن عباس، “شيخ الشباب محمود عباس (عمره تسعين سنة ولُحسة) يشارك في مؤتمر حركة الشبيبة الفتحاوية ويعلمهم أصول لحس كنادر سموتريتش وبن غفير”.

وتابع عز الدين: “مشكلته أنه حمي وصار يحكي عن الطلقة الأولى والأسرى ووو… والكلام وصل للإعلام الإسرائيلي، وأخذوه ذريعة للمزيد من قطع الأموال عن الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان – محمود عباس يخون مبادئه في سحب الذرائع”.

وأضاف: “نرى في الصورة عضو الكنيست أيمن عودة وهو نسخة أخرى من محمود عباس لكن في الداخل المحتل”.

السلطة والاحتلال وجهان لعملة واحدة

ويلاحظ الشارع أن السلطة تعمل جنباً إلى جنب مع الاحتلال لتفريغ الجامعات من أي نشاط وطني مستقل، وتحويلها إلى فضاءات خاضعة لفتح فقط، لضمان استمرار السيطرة الحزبية زتنفيذ أجنداتها ومنع أي حراك طلابي حقيقي.

وبهذا الشكل، بدا مؤتمر الشبيبة الفتحاوية دليلاً إضافياً على الهوة الواسعة بين قيادة السلطة والشارع، حيث ظهر المسؤولون في مشهد منفصل تماماً عن واقع الحرب والدمار في غزة والضفة، ما جعل المؤتمر بالنسبة لكثيرين مجرد استعراض حزبي لا علاقة له بقضايا الشباب أو معاناتهم اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى