
في خضم التصعيد الإسرائيلي المستمر شمال الضفة الغربية، تتزايد وتيرة التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وأذرع الاحتلال، ما أدى إلى تنفيذ سلسلة من الاعتقالات بحق عدد من المطاردين، في موازاة تسليم مستوطنين دخلوا مناطق تخضع نظريًا للسيطرة الفلسطينية.
ملاحقة المقاومة
وألقت أجهزة أمن السلطة القبض مؤخرًا على المطارد أحمد الجدعون، المعروف بلقب “الصاروخ”، وهو أحد أبرز المقاومين الذين طاردهم الاحتلال لفترة طويلة.
وقد جرى اعتقاله من منطقة الهدف بمحيط مخيم جنين، برفقة الشاب زياد القنيري، ثم نُقل إلى سجن الجنيد في نابلس.
وتشير المعطيات إلى أن هذا الاعتقال يأتي ضمن حملة أوسع شملت أيضًا مطاردين آخرين مثل محمد الحسني وعدنان عزايزة، بالإضافة إلى إياد أبو العايدة من طوباس، وهو شقيق المطارد المعتقل أحمد أبو العايدة.
وتعد هذه الاعتقالات جزءًا من عمليات ملاحقة منظمة تستهدف شخصيات مقاومة ومطاردين سبق أن نجا بعضهم من عمليات اغتيال إسرائيلية، في وقت تتكثف فيه الاقتحامات والكمائن العسكرية في جنين وطوباس ونابلس ومحيطها.
تصاعد التنسيق الأمني
وفي موازاة ذلك، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريرًا يكشف عن تصاعد ملحوظ في عدد المستوطنين الإسرائيليين الذين يدخلون مناطق “A” الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وخاصة في شمال الضفة، نتيجة ما وصفته الصحيفة بـ”الإحساس الزائف بالأمن”.
ومنذ مطلع العام الجاري، تم تسليم 23 مستوطنًا دخلوا مدنًا فلسطينية مثل قلقيلية وطولكرم وأريحا وبيت لحم، 11 منهم خلال شهر يوليو وحده.
وفي إحدى الحوادث، ضُبط مستوطن داخل قلقيلية بعد دخوله عمدًا لتعبئة الوقود، كما تم توقيف أربعة مستوطنين آخرين في أريحا وتسليمهم إلى الاحتلال فورًا من خلال التنسيق الأمني.
وتأتي هذه الحوادث بعد أشهر من مقتل المستوطن أمنون موختير في قلقيلية برصاص مقاومين فلسطينيين، بعد أن دخل المدينة للتسوق.
ووفق “يديعوت”، شكّلت تلك الحادثة نقطة تحوّل في التعامل الإسرائيلي مع دخول المستوطنين لمناطق A، وأدت إلى تشديد التنسيق مع السلطة خشية تكرار التصعيد.
وتشير الصحيفة إلى أن الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال استلمت ستة مستوطنين فقط خلال ليلة واحدة، وهو ما يعكس حجم الظاهرة وخطورتها من منظور الأمن الإسرائيلي، ويؤكد أن التنسيق مع أجهزة السلطة يشكل جزءًا من آلية التعامل اليومي مع هذه الحالات.