الجاغوب يستغل عمليات تسليم جثث أسرى الاحتلال للتحريض الرخيص على المقاومة

أثار نشر القيادي في حركة فتح، منير الجاغوب، تغريدة حول خبر يتعلق بتنسيق مع الصليب الأحمر لتمكين عناصر من المقاومة من العبور إلى منطقة تتواجد فيها قوات الاحتلال لاستخراج جثث جنود إسرائيليين وتسليمها ضمن ترتيبات المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
واعتبر الجاغوب ما جرى فرصةً لانتقاد فصائل المقاومة، فكتب على حساباته: “صارت حماس توح المنطقة الصفراء بتصريح إسرائيلي”، في إشارة انتقادية لقرار أو لتصرفات حماس المتعلقة بمنطقة العمليات المحددة.
وسرعان ما تفاعلت أوساط واسعة من الناشطين والمغردين مع تغريدة الجاغوب، فاتهمه كثيرون بمحاولة التطاول على المقاومة واستخدام حدث إنساني عُدّ آلية لتبادل الجثث، كمنصة لهجوم سياسي.
ورأى معلقون أن توقيت التغريدة ومضمونها لا يراعيا حساسية الملف الإنساني، خصوصًا أن عمليات التنسيق التي يقوم بها الصليب الأحمر عادة ما تُؤطر بآليات دولية تهدف إلى تسهيل استعادة الجثث وتخفيف المعاناة الإنسانية.
ولم تقتصر ردود الفعل على تغريدة الجاغوب على الدفاع عن المقاومة؛ بل أكد مغردون بأن عليه أولًا أن ينتبه إلى واقع التنسيق الأمني للسلطة في رام الله، الذي يُلزم أجهزتها بالتبليغ عن أي عمل مقاوم، وأن تاريخ المؤسسة حافل بفضائح تتعلق بتسليم مقاومين للسلطات الإسرائيلية وتسهيل عمليات استهداف واغتيال مقاومين في الضفة الغربية.
وذكَّر بعض المعلقين بملفات مؤلمة مثل عمليات تركيز القوة الأمنية داخل مخيمات جنين وطولكرم والنتائج الدموية التي تلاها، معتبرين أن الانتقاد يأتي من طرف “عايش تحت صرامي الاحتلال”.
وتضاعفت حدة التعليقات عندما اعتبرت فئات من الجمهور أن موقف الجاغوب يمثل تزلفًا سياسياً أو محاولة لتلميع صورة السلطة لدى جمهور يميل لتعاطف مع المقاومة.
وجاءت تعليقات لاذعة من ناشطين وصحافيين وكتّاب رأي اعتبروا أن المسائل الإنسانية — كقضية استرداد الجثث — يجب ألا تكون ساحةً لتصفية حسابات سياسية أو تلميع مواقف داخلية وذلك في ظل الإجماع على دعم الجهود الرامية لإنهاء حرب الإبادة على غزة.
ووصف محللون وسياسيون محليون ما جرى بأنه انعكاس للتنافس الداخلي بين الاتجاهات السياسية الفلسطينية — بين من يرى في المقاومة أداة للمقاومة الشعبية ومن يرى في خطوات التسوية والتنسيق الأمني وسيلة للحفاظ على مؤسسات السلطة واستقرارها.
وفي هذا السياق، قال أحد المحللين: “الخطاب الذي يصدر عن شخصيات قيادية يجب أن يتحلى بالمسؤولية؛ لأن في رصيد الكلمات القدرة على تفجير حساسيات شعبية وتغذية اجتزاءات داخلية في وقت تحتاج الساحة الفلسطينية فيه المزيد من ضبط النفس والالتفات لقضايا الناس”.
وبالمحصلة ليس غريبًا أن يتحدث الجاغوب بهذه الوقاحة، فالرجل نتاج مباشر لثقافة التنسيق الأمني التي حولت أجهزة السلطة إلى ذراع ميدانية للاحتلال في الضفة.
فمن يتابع منشورات الجاغوب على مدار أشهر حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة يدرك أن الرجل يتحدث بلغة الأمن الإسرائيلي أكثر من لغة الفلسطينيين.






