معالجات اخبارية

الإعلام الإسرائيلي يستعين بالمرتزق إبراهيم عيسى للتحريض على المقاومة

أبرزت المنصات الإسرائيلية الناطقة بالعربية مقطع فيديو للإعلامي المصري إبراهيم عيسى يحرض على المقاومة الفلسطينية ويذهب حد ضرورة الضغط عليها لتجريدها من كل أنواع الأسلحة استجابة للخطط والإملاءات الإسرائيلية.

وروجت الحسابات الإسرائيلية وبينها (إسرائيل تتكلم العربية) مقطع فيديو لابراهيم عيسى ينتقد ما وصفه موقف فصائل المقاومة الذي يطالب بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة، زاعما أن ذلك يستهدف “تصفية الغزيين الذين يريدون الخير لعائلاتهم”.

كما حرض عيسى على فصائل المقاومة في غزة على خلفية حملتها الأمنية ضد العملاء والخونة والمتورطين في نهب قوافل المساعدات وذلك في انسجام تام مع الدعاية الإسرائيلية وإعلام دول التطبيع العربي.

من هو الإعلامي إبراهيم عيسى؟

برز الفيديو بشكل واضح على حسابات إخبارية إسرائيلية رسمية، لتسليط الضوء على تصريحات عيسى التي وصف فيها موقف فصائل المقاومة الرافضة للتخلي عن الأسلحة الخفيفة، وزعم أنها تهدف إلى “تصفية الغزيين الذين يريدون الخير لعائلاتهم”.

وتندرج هذه اللغة التحريضية ضمن استراتيجية إسرائيلية واضحة لإضعاف صورة المقاومة الفلسطينية في الأوساط العربية والعالمية، وإضفاء شرعية على محاولات تصفية الفصائل المسلحة في القطاع.

وأكدت التحليلات المنشورة على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن استخدام شخصية إعلامية عربية معروفة مثل إبراهيم عيسى، يشكل أداة فعالة للتأثير على جمهور واسع، حيث أن مصداقيته لدى بعض الجماهير العربية يمكن أن تُوظف لتبرير السياسات الإسرائيلية وتوجيه الرأي العام ضد المقاومة.

ويرى مراقبون أن هذا الأسلوب يعكس محاولة إسرائيلية لتوظيف الإعلام العربي في إطار حملة دعائية مركّزة، تركز على تأليب الرأي العام ضد الفصائل الفلسطينية وتسليط الضوء على ما تسميه “أخطاءها الداخلية”، مثل حملاتها ضد العملاء والخونة والمتورطين في نهب قوافل المساعدات الإنسانية.

كما جاء تحريض إبراهيم عيسى على خلفية الحملة الأمنية التي تنفذها فصائل المقاومة في غزة ضد العملاء والخونة، ليعزز انسجامًا واضحًا بين الإعلام الإسرائيلي والدعاية الموجهة من بعض وسائل الإعلام العربية الداعمة للتطبيع مع إسرائيل.

وقد أشار محللون إلى أن مثل هذه الحملات الإعلامية تهدف إلى تقديم المقاومة كقوة غير مسئولة، وعدم الالتزام بالقوانين الإنسانية أو حماية المدنيين، بما يمهد لتسويق سياسات إسرائيلية عدوانية على أنها “ضرورية للأمن والسلامة”.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد محاولات الإسرائيلية لتسويق صورة المقاومة الفلسطينية كعائق أمام الاستقرار في المنطقة، عبر شبكات إعلامية متعددة، بما في ذلك منصات عربية محسوبة على دول التطبيع.

الرواية الإسرائيلية المضادة

من خلال استضافة شخصيات إعلامية عربية، تسعى دولة الاحتلال إلى خلق رواية مضادة، تقلل من دعم الجماهير العربية للمقاومة، وتبرز ضرورة التسليم بالخطط الإسرائيلية لتفكيك قدرات الفصائل المسلحة.

وتشير المصادر إلى أن استخدام الإعلاميين المرتبطين بالدوائر الرسمية أو الذين لديهم تأثير على الرأي العام العربي، مثل إبراهيم عيسى، يعد جزءًا من استراتيجية دعائية متكاملة تشمل وسائل التواصل الاجتماعي، القنوات الإخبارية، ومقالات الرأي، بهدف توجيه السرد السياسي في المنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية ويدعم أجندة التطبيع مع الدول العربية.

من جهة أخرى، اعتبر ناشطون أن تحريض الإعلاميين العرب على المقاومة، واستغلالهم لتبرير سياسات الاحتلال العدوانية، يمثل انتهاكًا واضحًا للمعايير الإعلامية المهنية والأخلاقية، حيث يتم توظيف خطاب الإعلاميين المؤثرين لتحقيق أهداف سياسية وأمنية لإسرائيل، بعيدًا عن تقديم تغطية مستقلة أو موضوعية.

كما ربط محللون بين هذه الحملة الإعلامية وبين الجهود الإسرائيلية لتقويض الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية داخل غزة، وإضعاف العلاقة بين الفصائل والجمهور المحلي، من خلال تسليط الضوء على الحملات الأمنية الداخلية والقيود المفروضة على المدنيين.

ويؤكد هؤلاء أن هذه الحملات لا تقتصر على الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل تشمل دول التطبيع العربي التي تسعى إلى تقديم صورة إيجابية عن سياساتها تجاه تل أبيب على حساب دعم المقاومة الفلسطينية.

كما أن الإعلام الإسرائيلي لا يتردد في الاستعانة بشخصيات عربية معروفة لتحقيق أهدافه السياسية، وأن الحملات التحريضية ضد المقاومة الفلسطينية أصبحت جزءًا من استراتيجية متكاملة تشمل التأثير على الرأي العام العربي، تبرير الإجراءات الإسرائيلية، وتهيئة الأرضية لاستمرار سياسات التطبيع والتعاون الإقليمي على حساب الحقوق الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى