كشف عمق أزمتها.. محللون: فتح أمام مفترق طرق عقب مؤتمر شبيبتها

أظهر مؤتمر حركة الشبيبة الجناح الشبابي لحركة فتح الذي عُقد مؤخرًا، استمرار التحديات التنظيمية والسياسية داخل الحركة، وفق ما أكدته آراء باحثين ومحللين سياسيين.
الباحث في العلوم السياسية محمد الرجوب يقول إن المؤتمر لم يرق إلى مستوى اللحظة السياسية الراهنة، معتبرًا أن احتواءه بذات عقلية الماضي أفقده القدرة على إحداث أي اختراق تنظيمي.
ويوضح الرجوب في تصريح أن فتح تقف أمام 3 مسارات محتملة أولاها التجديد عبر إعادة بناء مؤسساتها واستعادة شرعيتها وضخ دماء جديدة، وهو الخيار الذي يراه الأكثر إلحاحًا.
أما الثاني فهو مسار إدارة الأزمة التقليدية دون تقديم حلول حقيقية، ما يبقي حركة فتح في حالة تراجع مستمر.
بينما الثالث -والحديث للرجوب- فهو مسار إعادة التموضع الوطني عبر مراجعة سياسية شاملة وتحديد طبيعة العلاقة بين السلطة ومنظمة التحرير.
ويشدد على أن فتح “لا تملك رفاهية البقاء كما هي”، محذرا من أن أي تردد بتبني مسار التجديد سيكون مكلفًا.
الكاتب والمحلل السياسي ماجد هديب يشارك سابقه بقوله إن الشبيبة الفتحاوية تواجه إشكالات تنظيمية عميقة تعكس أزمة أوسع داخل الحركة الأم.
ويبين هديب في تصريح أن الشبيبة فقدت جزءا كبيرًا من قدرة الحشد والتأثير في الوعي خاصة خلال حرب غزة.
ويوضح هديب أن الانقسام حول الموقف من أحداث 7 أكتوبر وما تلاها كشف تراجع قدرة الشبيبة التعبوية واتساع الفجوة بين قواعدها وقياداتها مع ضعف التنسيق بين مستوياتها التنظيمية داخل الجامعات والأقاليم والمناطق.
ويرى أن استمرار هيمنة متنفذين داخل فتح على مخرجات الشبيبة يجعلها متأثرة أكثر منها مؤثرة.
ويشير هديب إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بأن يشكل مؤتمر الشبيبة قوة دافعة لعقد مؤتمر فتح الثامن، مع الانقسام وغياب خطوات عملية لترتيب البيت التنظيمي.
ويحذر من أن استمرار الصراع بين تيار الوحدة والإصلاح المطالب بضخ دماء جديدة وتيار المحافظين المهيمن على القرار سيعمق حالة التشرذم داخل فتح.
ويؤكد هديب أن فتح تمر اليوم بمرحلة مفصلية، مشددًا على أن مستقبلها مرتبط بقدرتها على اتخاذ قرارات واضحة لإعادة بناء أطرها وإطلاق عملية انتخابية تفرز قيادة قادرة على مواجهة تحديات ما بعد حرب غزة.





