القصة في ارقام

وثائق جديدة تكشف الوقود الذي غذّى حرب غزة.. ودور مصري سعودي بارز

في تقرير دولي أثار موجة من الجدل، اتهمت منظمة أويل تشينغ إنترناشونال خمساً وعشرين دولة بالمشاركة بشكل غير مباشر في الإبادة الجماعية على غزة، عبر استمرارها في تزويد الاحتلال بالنفط الخام والمشتقات النفطية خلال فترة الحرب.

الوقود الذي غذّى حرب غزة

وجاء التقرير، الذي نُشر على هامش مؤتمر المناخ كوب30 في البرازيل، ليكشف شبكة تدفقات نفطية ضخمة امتدت بين الأول من نوفمبر 2023 والأول من أكتوبر 2025، جرت – بحسب المنظمة – رغم المعرفة الكاملة بالجرائم المرتكبة داخل القطاع.

وبحسب التقرير، فقد تمت دراسة حركة الشحنات النفطية عبر شركة التحليلات داتا ديسك، التي رصدت ما مجموعه 323 شحنة نفطية وصلت إلى الاحتلال خلال الفترة المذكورة، بوزن إجمالي بلغ 21.2 مليون طن من الخام والمشتقات.

وتشير هذه البيانات إلى تورط مباشر في دعم الآلة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما تعتبره المنظمة “مؤشراً على التواطؤ المحتمل في الإبادة الجماعية” بموجب القانون الدولي.

ورغم أن روسيا واليونان والولايات المتحدة تصدرت قائمة موردي المشتقات النفطية المكررة – وكانت واشنطن المورد الوحيد لوقود الطائرات العسكرية JP-8 – إلا أن التقرير سلط الضوء على دور دول عربية، وتحديداً مصر والسعودية، ضمن شبكة الإمداد التي تدفقت باتجاه إسرائيل طوال الحرب.

ففي جانب المشتقات النفطية المكررة، قدّمت مصر شحنات تقدر بـ 7,227 طناً عبر ثلاث شحنات، بينما صدّرت السعودية 29,327 طناً عبر ثلاث شحنات أيضاً، الأمر الذي وضع البلدين في موضع الاتهام بالتورط في استمرار تدفق الوقود للاحتلال خلال واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ غزة.

وترى المنظمة أن مجرد دخول هذه الشحنات إلى منظومة التوريد يضع الدول المصدّرة أمام تساؤلات حول التزامها بالقانون الدولي الإنساني، خاصة مع تصاعد التقارير التي توثق استخدام الوقود في العمليات العسكرية داخل القطاع.

أما في مجال النفط الخام، فقد قدّمت 12 دولة 171 شحنة بلغ وزنها الإجمالي 17,903,370 طناً، منها روسيا عبر صادرات كازاخستان بكمية 5,362,251 طناً، إضافة إلى الغابون ونيجيريا والكونغو وأنغولا وغانا والبرازيل ومصر، التي أرسلت بدورها 335,066 طناً من الخام عبر ثماني شحنات، إلى جانب روسيا التي صدّرت 76,790 طناً من النفط الروسي المباشر.

وفي الإجمال، تظهر المعطيات التي قدمها التقرير أن شبكة واسعة من الدول واصلت تزويد الاحتلال بالوقود الحيوي لاستمرار عملياته العسكرية، وأن هذه التدفقات – سواء كانت نفطاً خاماً أو مشتقات مكررة – تمت رغم الإدراك الدولي المتزايد بحجم الفظائع المرتكبة في غزة.

حرب الإبادة على غزة

وقد حذرت المنظمة من أن الدول المشاركة “تخاطر بأن تصبح متواطئة في الإبادة الجماعية” بموجب اتفاقية منع الإبادة لعام 1948، معتبرة أن ما يجري يكشف عن العلاقة الخطيرة بين صناعة الوقود الأحفوري واستدامة الحروب الحديثة.

ارتكبت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واحدة من أبشع حملات الإبادة في التاريخ الحديث ضد سكان قطاع غزة.

فخلال أشهر الحرب، مارست قوات الاحتلال القتل المنهجي والتجويع والقصف الواسع والتهجير القسري والاعتقال الجماعي، غير آبهة بالمناشدات الدولية ولا بالأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود لم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

كما تسببت في تهجير مئات الآلاف وخلق مجاعة قاتلة حصدت أرواح الكثيرين، خاصة من الأطفال، فضلاً عن الدمار الشامل الذي طال معظم مدن ومناطق القطاع ومسح أجزاء واسعة منه عن الخريطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى