معالجات اخبارية

من هو حسام خلف؟.. مرتزق ارتبط بـشبكة أفيخاي من بوابة “الفن”

أعلنت عائلة المدعو حسام خلف تبرؤها منه ومن أفعاله، مؤكدة أنها لا تمثله ولا تتحمل أي مسؤولية عمّا يصدر عنه، وذلك بعد موجة واسعة من الجدل أثارها اسمه في الشارع الفلسطيني.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد الانتقادات الموجّهة لحسام خلف بسبب خطابه العلني ونشاطه عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث دأب على مهاجمة المقاومة الفلسطينية، وتبنّي مواقف أثارت استياءً وغضبًا واسعَين، واعتُبرت إساءة مباشرة لتضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناة أهالي غزة.

كما أُثيرت تساؤلات جدّية حول نشاطه المتعلق بجمع التبرعات تحت عناوين إنسانية، في ظل غياب أي توضيح رسمي أو شفافية معلنة بشأن آليات الجمع أو مصير الأموال، وهو ما فتح الباب أمام مطالبات بمحاسبة كل من يستغل قضية غزة لأهداف شخصية أو سياسية.

وتؤكد هذه القضية مجددًا خطورة توظيف المعاناة الفلسطينية في معارك إعلامية مشبوهة، وتحويل العمل الإنساني إلى أداة للابتزاز أو التشويه، بعيدًا عن أي التزام أخلاقي.

من هو حسام خلف؟

حسام خلف، المعروف بلقب “المخ”، برز اسمه في بداياته داخل قطاع غزة من خلال إنتاج أغانٍ شعبية، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى إنتاج محتوى غنائي موجّه سياسيًا، استهدف حركة “حماس” وفصائل المقاومة، تحت غطاء انتقاد الواقع المعيشي الذي فرضه الحصار على القطاع.

وخلال تلك المرحلة، قدّم حسام خلف أغنيتين سياسيتين وُجّهتا بشكل مباشر لتحميل حركة حماس مسؤولية حصار غزة وتداعياته، وذلك بدعم وتمويل مرتبطين بمحمد دحلان.

وخلال تلك المرحلة، ارتبط اسمه بحملات إعلامية استُخدمت لضرب المقاومة سياسيًا وشعبيًا، قبل أن يغادر قطاع غزة إلى أوروبا، حيث أعاد تقديم نفسه بوصفه صوتًا “مستقلًا” و”ناقدًا من الداخل”.

وبحسب معلومات متداولة، غادر حسام خلف قطاع غزة باتجاه أوروبا عبر تركيا، في مرحلة كان يمر فيها بضائقة مالية صعبة، قبل أن يتلقى مساعدة مالية من حركة حماس ساعدته على تجاوز وضعه المعيشي آنذاك.

حسام خلف في أوروبا

وفي أوروبا، لم يتغيّر جوهر خطاب حسام خلف، بل اتخذ أشكالًا أكثر حدّة وانتشارًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. إذ تحوّل تدريجيًا إلى أحد أكثر الأصوات الفلسطينية حضورًا في الهجوم على المقاومة، مستخدمًا لغة تقوم على التشكيك والتقزيم ونزع الشرعية.

وتشير معطيات متقاطعة إلى أنه، بعد وصوله إلى أوروبا، دخل في ارتباطات مع جهات استخبارية، انعكس أثرها بوضوح على طبيعة خطابه، وتوقيته، وتطابقه شبه الكامل مع الرواية الأمنية والإعلامية الإسرائيلية.

ويقدّم خلف نفسه باعتباره ممثلًا لما يسميه “العقلانية” و”الواقعية السياسية”، غير أن مضمون خطابه يكشف انخراطًا واضحًا في تبرير سياسات الاحتلال، وتحميل المقاومة وحدها مسؤولية الجرائم الإسرائيلية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

منشورات حسام خلف

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تصاعد حضور حسام خلف في حملات التحريض ضد فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس.

فبدل توجيه النقد للاحتلال أو مساءلته عن المجازر بحق المدنيين، تبنّى خلف خطابًا يحمّل المقاومة كامل المسؤولية عن الحرب، مستخدمًا مفردات تتطابق إلى حدّ كبير مع خطاب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعلى رأسها مزاعم “الدروع البشرية” و”الزجّ بالسكان إلى الجحيم”.

واللافت في نشاط حسام خلف هو التطابق شبه الكامل بين محتوى منشوراته، وبين ما تروّجه وسائل الإعلام العبرية والناطق باسم جيش الاحتلال.

ففي أكثر من محطة، سارع خلف للتشكيك في بيانات المقاومة ووصمها بـ”المسرحية”، بالتزامن مع تبنّي الإعلام الإسرائيلي للرواية نفسها، كما سبق نشره لمعلومات مضللة مجازر كبرى عبر التمهيد الإعلامي لها.

حسام خلف وشبكة أفيخاي

وضمن هذا السياق، يُصنَّف حسام خلف كأحد الوجوه النشطة ضمن ما يُعرف بـ«شبكة أفيخاي»، وهي شبكة تعتمد على أسماء فلسطينية لتسويق الرواية الإسرائيلية على أنها “رأي داخلي”.

وتعتمد هذه الشبكة على إعادة تدوير المحتوى وتضخيمه، في محاولة لخلق انطباع زائف بوجود تيار فلسطيني واسع معادٍ للمقاومة.

وبعد بيان تبرؤ العائلة، لم يعد الجدل حول حسام خلف شخصيًا فحسب، بل بات مرتبطًا مباشرةً بدوره التخريبي وخطابه التحريضي، وبالأفعال التي جعلت اسمه مقرونًا بتشويه المقاومة، وتبرير جرائم الاحتلال، والطعن المتواصل في صمود الشعب من الداخل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى