شهادات مشفى فلسطين تُحرج رواية فتح عن حصار مخيم اليرموك

تواصل حركة فتح – إقليم سوريا إعادة تقديم نفسها كصاحبة الدور الأبرز في أحداث الثورة السورية، ولا سيما خلال واحدة من أكثر مراحلها قسوة، والمتمثلة في حصار مخيم اليرموك.
حصار مخيم اليرموك
غير أن هذه الرواية، التي يجري الترويج لها مؤخراً عبر منصات الحركة الرسمية، اصطدمت هذه المرة بشهادات موثقة لمتطوعين عملوا في قلب الحدث، وتحديداً داخل مشفى فلسطين، ما فتح الباب أمام تساؤلات جدية حول تحريف الوقائع وتسييس العمل الإنساني.
الجدل تفجّر عقب تصريحات منسوبة إلى مدير مشفى فلسطين، جرى فيها إلحاق الجهود الإنسانية التي بذلها متطوعون وأطباء وعاملون مستقلون بدور تنظيمي مباشر لحركة فتح، في تجاهل كامل لطبيعة العمل التطوعي الذي أُنجز في ظروف استثنائية، وبعيداً عن أي غطاء فصائلي.
وهذه التصريحات لم تمرّ بصمت، إذ سارع عدد من متطوعي المشفى السابقين إلى الرد، مقدّمين رواية موثقة لما جرى فعلياً خلال سنوات الحصار، ومفنّدين ما وصفوه بـ”الخلط المتعمّد بين المبادرات الفردية والعمل التنظيمي”.

مخيم اليرموك وحركة فتح
واللافت أن الردود التي نشرها المتطوعون على الصفحة الرسمية لحركة فتح – إقليم سوريا، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عن دور مسؤول منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك، جمال حماد، ودور الحركة خلال تلك المرحلة، لم تلقَ أي رد توضيحي، بل قوبلت بإجراءات مختلفة، تمثلت في حذف التعليقات، وحظر المتطوعين، ومنع تداول شهاداتهم.
وهذا السلوك أثار تساؤلات واسعة حول أسباب إقصاء الأصوات التي عايشت الحدث، وعمّا إذا كانت الحركة تسعى إلى فرض رواية أحادية لا تحتمل النقاش أو التوثيق المضاد، في ملف ما يزال حاضراً بقوة في الذاكرة الجمعية لأهالي المخيم.
ويأتي هذا الجدل، بحسب متابعين وناشطين من أبناء مخيم اليرموك، في ظل ذاكرة ما تزال حاضرة عن تصريحات رسمية سابقة أنكرت وجود مدنيين داخل المخيم خلال سنوات الحصار.
ويشير هؤلاء إلى تصريحات معروفة أدلى بها أحمد مجدلاني، موفد الرئيس محمود عباس آنذاك، قلّل فيها من حجم الكارثة الإنسانية التي كان يعيشها المخيم، وهو ما يزيد اليوم من علامات الاستفهام حول محاولات إعادة صياغة الرواية بعد سنوات من تلك المواقف.
وقد أثار هذا الحدث موجة واسعة من الانتقادات والهجوم، خاصة من أبناء مخيم اليرموك وناشطيه، الذين رأوا في الرواية المتداولة تجاوزاً للوقائع وتهميشاً لشهادات موثقة، مؤكدين أن ما جرى خلال الحصار لا يزال حاضراً في الذاكرة ولا يقبل إعادة التوظيف أو التزييف.
وفي هذا السياق، كتب أحد المعلقين:”قمة المسخرة والنذالة، ما زال أهل المخيم أحياء وشاهدين على كل كبيرة وصغيرة في حصار المخيم والقصف، رغم ذلك يأتي من هو في مزبلة التاريخ يروج بفزلكة وترويج إعلامي لا يمت للواقع في شيء، ستبقى فتح مفضوحة حتى النفس الأخير.”
كما كتب معلق آخر:”هذا هو دأبهم قديماً وإلى الآن، الأكاذيب والتحايل والتضليل للوصول إلى غاياتهم الخبيثة، وقد وصلوا فعلاً واستولوا على كل مفاصل القرار الفلسطيني بالدجل والكذب.”





