الاحتلال يهاجم مستشفى كمال عدوان وجثث الشهداء ملقاة في الشوارع
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وطردت بعض الموظفين والنازحين قبل أن تنسحب، فيما تناثرت جثث الشهداء جراء الغارات الجوية في الشوارع خارج المستشفى، بحسب مديره.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، عبر غرفة دردشة على الإنترنت، إن الهجوم بدأ بسلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الغربي والشمالي لمستشفى كمال عدوان، مصحوبة بإطلاق نار كثيف.
وذكر أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المستشفى أمرت جميع الموظفين والمرضى والنازحين بدخول ساحته قبل السماح لهم بعد ساعات بالعودة إلى الداخل، على الرغم من أن بعض الموظفين، بما في ذلك فريق جراحة الطوارئ الإندونيسي، وبعض النازحين أمروا بمغادرة المبنى للأبد.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن 29 مواطنا استشهدوا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي على شمال غزة “خاصة حول كمال عدوان”.
وترقد جثث الضحايا في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إثر القصف الإسرائيلي.
في هذا الأسبوع، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً جاء فيه أن الحرب الإسرائيلية على غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وكان أحد دوافعها لذلك أن “إسرائيل” تفرض ظروفاً معيشية مصممة لإحداث دمار مادي، مثل تدمير البنية الأساسية الطبية.
وقال أبو صفية في بيان آخر نشر على الإنترنت: “صباح اليوم، صدمنا برؤية مئات الجثث والجرحى في الشوارع المحيطة بالمستشفى”.
وأضاف أن “الوضع داخل المستشفى وفي محيطه كارثي، هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، ولا يوجد جراحون”.
وكان نجل أبو صفية البالغ من العمر 15 عامًا قد استشهد في هجوم بطائرة بدون طيار إسرائيلية على المستشفى في أكتوبر/تشرين الأول، واضطر والده إلى دفنه في ساحة المستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الطرف الشمالي من القطاع بالكاد تعمل وتتعرض لهجمات متكررة منذ العملي العسكرية الإسرائيلية في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا القريبتين في أكتوبر/تشرين الأول.
وفي نداء استغاثة وجهته في الساعات الأخيرة، اتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بارتكاب “جريمة حرب” في مستشفى كمال عدوان من خلال ارتكاب “كل أشكال القتل والعنف داخل المستشفى وفي محيطه”.
وأضافت أن “الجرحى الذين بقوا في الداخل حالتهم حرجة ويحتاجون إلى رعاية طبية فورية”.
وقالت الوزارة إن نصف المستشفيات والعيادات البالغ عددها 37 في الأراضي التي دمرتها الحرب فقط لا تزال تعمل لكنها تفتقر إلى المعدات الأساسية والقوى العاملة والإمدادات الطبية والوقود.
وقال سكان بيت لاهيا إن الجيش الإسرائيلي فجر عدة منازل خلال الليل بالقرب من مستشفى كمال عدوان. ويقول الفلسطينيون إن “إسرائيل” تخطط لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود الشمالية لقطاع غزة بعد إخلاء المنطقة من سكانها.