
أحدثت عملية طوفان الأقصى، وما تبعها من حرب الإبادة في غزة منذ أكتوبر 2023، تحوّلًا جذريًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، حيث بدأت موجة جديدة من الاعتراف بفلسطين في عدد من الدول الغربية التي كانت مترددة على مدار سنوات.
فقد أعلنت تسع دول غربية، من بينها أستراليا وكندا وفنلندا ونيوزيلندا والبرتغال ومالطا ولوكسمبورغ وأندورا وسان مارينو، عن استعدادها للإعلان رسميًا عن الاعتراف بدولة فلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وهذه الخطوة تأتي كرد فعل مباشر على التطورات الميدانية والسياسية التي فرضتها أحداث طوفان الأقصى والحصار المطبق على غزة.
تحركات نحو الاعتراف بفلسطين
وجاء هذا التوجه الدولي بعد انتهاء المؤتمر الفرنسي السعودي في نيويورك، الذي دعا المجتمع الدولي إلى دعم الاعتراف بفلسطين وتجاوز الجمود السياسي الذي يعيق التقدم في القضية الفلسطينية، معتبرًا ذلك مسارًا ضروريًا لإنهاء الصراع.
وأعلنت حكومة مالطا قرب الاعتراف بفلسطين رسميًا، فيما أبدت بريطانيا موقفًا جديدًا من رئيس الوزراء كير ستارمر الذي أبلغ رئيس وزراء الاحتلال عزمه المضي في الاعتراف بفلسطين بشرط وقف الحرب وعمليات الضم.
وهذا الموقف يعكس الضغوط السياسية والشعبية في الغرب مع استمرار المأساة في غزة، ما دفع العديد من الحكومات إلى إعادة النظر في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
العزلة الدولية لإسرائيل والاعتراف بفلسطين
وتواجه إسرائيل عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، حيث حذر منتدى السياسة الخارجية من انهيار سياسي مع تزايد العزلة الدولية، مطالبًا بوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جديدة.
كما أشار المنتدى إلى أن استمرار عمليات الضم في الضفة سيزيد من خنق إسرائيل دبلوماسيًا.
وتزامن ذلك مع مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك، الذي أكّد ضرورة إنهاء الحرب وبدء مسار سياسي يدعم الاعتراف بدولة فلسطين.
ويرى مراقبون أن طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية إلى مقدمة المشهد الدولي، مما دفع موجة متسارعة من الاعتراف بفلسطين عبر دول غربية عديدة، حيث أصبحت هذه الخطوة ضرورة سياسية ودبلوماسية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.