الشارع الفلسطيني يرفض نزع سلاح المقاومة ويطالب باستقالة عباس
أظهر استطلاع رأي جديد أجراها مؤسسة الأبحاث المسحية في رام الله بين 22 و25 تشرين الأول/أكتوبر، أن الشارع الفلسطيني يضع سلاح المقاومة في مرتبة القضايا غير القابلة للتفاوض، ويشهد في الوقت نفسه موجة واسعة من المطالبات باستقالة رئيس السلطة محمود عباس.
وجاءت هذه النتائج بعد الإعلان عن خطة ترامب واتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال وإجراءات لتحسين وصول المساعدات إلى غزة.
وبحسب الاستطلاع (1270 مقابلة وجهاً لوجه — 830 في الضفة و440 في غزة)، 69٪ من المشاركين يعارضون نزع سلاح المقاومة رفضاً قاطعاً، معتبرين أن بقاء سلاح المقاومة «خط أحمر».
وتزداد النسبة في الضفة إلى 78٪ مقابل 55٪ في غزة، في ضوء ذلك، رفض 68٪ دخول قوة عربية مسلحة لضمان الأمن أو نزع السلاح، بينما أيد 67٪ إدارة قطاع غزة من قبل لجنة خبراء فلسطينيين بدعم دولي لإعادة الإعمار.
وعلى الجانب السياسي، تتصاعد المطالب باستقالة رئيس السلطة ما بين 75٪ و83٪ من المشاركين يريدون استقالة محمود عباس، فيما بلغت نسبة الرضا عن أدائه 23٪ فقط (وبشكل موازٍ حصلت حركة حماس على تأييد 60٪)، كما رأى 80٪ أن السلطة فاسدة، و56٪ اعتبروها عبئاً على الشعب.
سلاح المقاومة
وتعكس النتائج حالة من الاستقطاب والضجر الشعبي تجاه الحدّ من أدوات المقاومة بعد تجربة واسعة من الصراع والخسائر 62٪ أيدوا ردّ حركة حماس على الخطة الأميركية (65٪ في الضفة، 56٪ في غزة)، بينما 69٪ رفضوا أن يكون نزع السلاح شرطاً لوقف الحرب.
وهذا التمسك ينبع من إدراك واسع لدى الفلسطينيين بأن أي تنازل على السلاح يُنظر إليه خضوعاً استراتيجياً قد يقود إلى مزيد من التنازلات السياسية.
مطالبات باستقالة عباس
بالإضافة إلى ذلك، 60٪ لا يثقون بأن السلطة ستنظم انتخابات فعلاً رغم أن 65٪ يؤيدون إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام (72٪ في الضفة مقابل 54٪ في غزة).
وفي حال أُجريت انتخابات افتراضية، تتصدر نوايا التصويت مروان البرغوثي ثم خالد مشعل، بينما يأتي عباس ثالثاً، مما يعكس تبدّلاً ملموساً في موازين القوة السياسية داخل الشارع.
خطة ترامب
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 71٪ من الفلسطينيين سمعوا عن خطة ترامب (75٪ في الضفة الغربية و65٪ في غزة). وعند عرضها بصياغة عربية وإسلامية، أيدها 47٪ مقابل معارضة 49٪، مع تباين واضح بين المنطقتين؛ حيث أيدها 59٪ من سكان غزة مقابل 39٪ في الضفة الغربية.
كما ارتفع التأييد بين من اطلعوا على تفاصيل الخطة إلى 50٪، مقارنة بـ39٪ فقط بين غير المطلعين.
وفي ما يتعلق بآفاق الدولة الفلسطينية، شكك 70٪ من المشاركين في أن تؤدي الخطة إلى قيام دولة فلسطينية خلال خمس سنوات، بينما لا يعتقد 62٪ أنها ستنهي الحرب بشكل دائم.
وقد بدت نسب التشاؤم أعلى في الضفة الغربية (67٪) مقارنة بقطاع غزة (54٪). كما توقع نحو نصف المستطلعين أن تمضي بعض الدول العربية في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي حتى في حال عدم قيام دولة فلسطينية.
إدارة قطاع غزة
أما بشأن إدارة قطاع غزة، فقد رفض 53٪ من الفلسطينيين تشكيل لجنة مهنية غير سياسية تحت إشراف دولي لإدارة القطاع، في حين أيد 45٪ هذه الفكرة.
بالمقابل، فضل 67٪ أن يتولى إدارة غزة فريق من الخبراء الفلسطينيين بدعم دولي لإعادة الإعمار.
السابع من أكتوير
وفي تقييمهم لأحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، رأى 53٪ من المستطلعين أن قرار حركة حماس شن الهجوم كان صائباً.
كما كشف الاستطلاع أن 72٪ من المشاركين لديهم أحد أفراد العائلة استشهد أو أصيب خلال الحرب، بينما نزحت أغلبية السكان عدة مرات بسبب القصف والدمار.
وتوزعت أولويات الفلسطينيين بين إجراء انتخابات شاملة بمشاركة حركة حماس (37٪)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية (31٪)، وتحقيق المصالحة الفورية (27٪)، في مؤشر على رغبة عامة في تجديد الشرعيات الفلسطينية وتوحيد الصف الداخلي.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن الشارع الفلسطيني يظل متمسكاً بخيار المقاومة ويرفض أي محاولات لنزع سلاحها، في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الشعبية لمحاسبة قيادة السلطة أو رحيلها.





