معالجات اخبارية

لماذا الإمارات أفضل حليف عربي وإقليمي لإسرائيل؟

في وقت زمني قياسي، تحولت دولة الإمارات إلى أفضل حليف عربي وإقليمي لدولة الاحتلال الإسرائيلي وواصلت دعم تل أبيب على كافة المستويات رغم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وسلط تحقيق نشرته صحيفة “إن زي زي” السويسرية، على الطابع غير المسبوق لدفء العلاقات بين الإمارات ودولة الاحتلال وتسارع وتيرة التحالف بينهما بشكل غير مسبوق عربيا، على الأقل في الإطار الرسمي والمعلن

وجاء في تحقيق الصحيفة أنه في أحد مطاعم أبو ظبي، يغرف رجل يهودي ممتلئ الجسد، ذو لحية رمادية وقلنسوة، الحمص من صحن بلاستيكي، قائلاً: “أشعر هنا بأمان أكثر مما أشعر به في أوروبا”.

يعيش هذا الرجل كمستوطن في القدس المحتلة، لكنه يزور الإمارات للمرة الثانية في رحلة عمل، حيث يدير مدرسة لغات تقدّم دورات لتعليم العربية للإسرائيليين، كما بدأت مؤخراً تستقطب إماراتيين راغبين في تعلم العبرية.

في مساء يوم جمعة، اجتمع نحو عشرين يهوديًا في فيلا فاخرة تعود لأحد الحاخامات في أبو ظبي للاحتفال بقدوم السبت.

معظم الحضور من الإسرائيليين، الأطفال يمرحون في المكان، والرجال صلّوا وغنّوا بالعبرية، قبل تناول العشاء التقليدي.

قبل سنوات قليلة، كان مشهد كهذا في بلد مسلم غير وارد، لكن اتفاقيات أبراهام الموقعة عام 2020 برعاية دونالد ترامب، غيّرت قواعد اللعبة.

صداقة ثابتة رغم الحرب

منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية في غزة في أكتوبر 2023، شددت دول عربية عدة لهجتها تجاه حكومة بنيامين نتنياهو.

فالأردن سحبت سفيرها من تل أبيب، ودبلوماسيون مصريون وصفوا العلاقات مع دولة الاحتلال بأنها في أدنى مستوياتها منذ اتفاق كامب ديفيد.

حتى دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا وكندا صعّدت ضغوطها. لكن الإمارات تبدو خارج هذا الاصطفاف.

ففي أبو ظبي، لا تزال السفارة الإسرائيلية تعمل بكامل طاقتها، وهي البعثة الوحيدة لإسرائيل في الشرق الأوسط التي لم تُغلق أو تُقلّص.

نهاية أبريل الماضي، نظّمت السفارة احتفالاً بعيد الاستقلال الإسرائيلي حضره سياسيون إماراتيون، وفقًا لشهادات محلية. كما تسيّر الإمارات يوميًا أكثر من عشر رحلات إلى تل أبيب، في حين توقفت معظم الرحلات من الدول العربية الأخرى.

خيانة علنية

رغم أن ما يسمى بـ”شهر العسل” الإماراتي-الإسرائيلي قد انقضى، إلا أن مسؤولين إماراتيين ودبلوماسيين أوروبيين يؤكدون أن أبو ظبي لا تنوي قطع العلاقات. ويُعزى ذلك إلى نهج الخيانة العلنية الذي يتبعه حكام الدولة، بزعم حاجتهم إلى الاستقرار الإقليمي.

ويأتي ذلك رغم إخلال دولة الاحتلال بالكامل بتعهدها عند توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020 بشأن وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح مسار نحو مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية.

فقد كانت الاتفاقيات مشروطة بعدم ضم الأراضي الفلسطينية، لكن وثائق الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال تشير صراحة إلى نية بسط السيادة على الضفة الغربية، وتوسيع الاستيطان بشكل غير مسبوق.

علاقات تتجاوز المواقف

تواصل الإمارات فتح أبوابها لإسرائيل بشكل لا نظير له عربيًا. في مارس الماضي، استقبلت أبو ظبي وفدًا من قادة المستوطنات في الضفة الغربية، بينهم إسرائيل غانتس، رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني، الذي اجتمع بعضو المجلس الوطني الإماراتي علي راشد النعيمي.

اللقاء أثار جدلاً، لكن النعيمي دافع عنه لاحقًا، قائلاً إن غانتس أعرب له عن “استعداده للتفاوض” بعد الحرب، بل ألمح إلى إمكانية إخلاء بعض المستوطنات.

في المقابل، لا تخفي الإمارات عداءها لحركات الإسلام السياسي وهي تتخذ موقفا عدوانيا ومناهضا من أي حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

علي راشد النعيمي أعرب علانية عن تفهمه للموقف الإسرائيلي بشأن مواصلة حرب الإبادة في غزة بزعم الانتقام من هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر. وهذا الموقف يعكس التقاءًا خفيًا بين أبو ظبي وتل أبيب في النظر إلى جماعات المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى