يرى الكاتب والمحلل السياسي عقل صلاح أن التزام القيادة العسكرية والسياسية لحركة حماس تجاه الأسرى، خاصة المحكومين بالمؤبدات، يعزز من مصداقيتها بين الفلسطينيين ويعكس أهمية الوفاء لهم.
ورغم أن استشهاد قادة المجلس العسكري لكتائب القسام يُعد خسارة فادحة للشعب الفلسطيني والمقاومة، إلا أن هؤلاء القادة كانوا يدركون طبيعة الطريق الصعب والمصير المحتوم، وسعوا من خلال معركة “طوفان الأقصى” إلى إعادة رسم خريطة المنطقة والتاريخ.
استشهاد القادة ودلالاته الميدانية
وأكد صلاح أن اغتيال قادة القسام يحمل دلالات مهمة، أبرزها التحام القيادة مع المعركة ميدانيًا، ما ينفي مزاعم الاحتلال حول اختبائهم.
بالإضافة إلى إشرافهم المباشر على العمليات القتالية قبل وبعد 7 أكتوبر 2023، والتأكيد على وحدة الصف بين الشعب والمقاومة، ما يدحض ادعاءات إسرائيل بوجود انفصال بين القيادة والشعب.
وأضاف أن استشهاد القادة لم يضعف المقاومة، بل زادها إصرارًا على الاستمرار في القتال والتصعيد ضد الاحتلال، خاصة قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تكبدت إسرائيل خسائر بشرية كبيرة.
المقاومة الفلسطينية
وشدد صلاح على أن المقاومة، وخاصة كتائب القسام، أثبتت على مدار العقود الماضية قدرتها على تجديد قياداتها، تمامًا كما حدث بعد اغتيال القائد يحيى عياش، مما يؤكد أن التنظيم لا يعتمد على الأفراد فقط، بل على منظومة عسكرية متكاملة.
وأشار إلى أن توقيت إعلان استشهاد القادة كان مدروسًا بعناية، ما يعزز مصداقية المقاومة ويدفعها لإتمام صفقات تبادل الأسرى، وهو دليل على ثقة القسام في استمرار مسارها العسكري رغم التضحيات.
قادة القسام
وفي السياق، يرى الناشط السياسي عمر عساف أن استشهاد محمد الضيف ورفاقه لن يؤدي إلى تراجع المقاومة، بل سيشكل حافزًا لجيل الشباب والأشبال للانضمام إليها.
وأكد عساف أن المقاومة الفلسطينية ليست قائمة على أفراد، بل على مؤسسة متماسكة، وبالتالي فإن استشهاد القادة لن يخلق فراغًا قياديًا، بل سيؤدي إلى مزيد من التماسك والاستمرار في مواجهة الاحتلال.
استمرار المقاومة
ورغم محاولات الاحتلال تصفية قادة المقاومة، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن حماس وكتائب القسام قادرتان على تجاوز الخسائر واستكمال المسيرة.
كما أن الشعب الفلسطيني يزداد تمسكًا بالمقاومة كلما ارتقى أحد قادتها شهيدًا، مما يعزز من استمرارية الكفاح من أجل تحرير فلسطين.