الإمارات.. الخيانة العلنية تصبح أكثر من وجهة نظر

لا يخفي النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة تبنيه الخيانة العلنية بل إنه يدافع عنها لتصبح أكثر من وجهة نظر وكل سبيل في خدمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وكسب الرضا الأمريكي والغربي.
ففي خضم حرب الإبادة الجماعية على غزة وشلال الدم النازف من أبنائها ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، لم تخجل الإمارات أبدا من توفير منبراً للإسرائيليين بمؤتمر دعائي تحت غطاء شعارات “حوار الحضارات والتسامح”.
شارك في المؤتمر العديد من عرابي التطبيع بلسان عربي من مرتزقة الإمارات في مقدمتهم الإماراتي أمجد طه المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل.
طه، الذي يقدم نفسه كمحلل استراتيجي سياسي إماراتي معروف بنشاطه المؤيد للتطبيع كان من بين المتحدثين في المؤتمر.
وقال دون خجل “في الإمارات، يمكن لليهودي أن يمشي بحرية مرتديًا القلنسوة دون خوف، بينما في أماكن مثل ويست ميدلاندز في بريطانيا أو سيدني الغربية، قد يتعرض للمضايقة أو العنف. هذا هو الفرق”.
واستغل طه حدث المؤتمر ليطلق سمومه ضد المقاومة الفلسطينية وتفاخره بأن حركة “حماس” محظورة في الإمارات
وخلال المؤتمر، دعا طه إلى لحظة صمت تخليدًا لذكرى شيري وأريئيل وكيفير بيباس، الذين قتلوا بعد أسرهم من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023.
بل إنه ذهب حد وصف عملية المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 بالهولوكوست اليهودي.
وعلى مدار سنوات سددت الإمارات وبشكل علني طعنات مؤلمة في ظهر القضية الفلسطينية، فلم تكتف بالتطبيع العلني مع الاحتلال بل باتت جزء من عقيدة اليمين المتطرف الإسرائيلي.
ولم تكتفِ الإمارات بالتطبيع المنفرد بل عملت بقوة على فرضه على كل الدول العربية، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب.
وأحد الأمثلة البارزة هو الضغط على دولة الجزائر من خلال تسعير الصراع بين المغرب والجزائر، مما دفع النظام الجزائري، على غير العادة، لشن حملة إعلامية ضد الإمارات وقياداتها.
وعندما هاجم الحوثيون السفن المتجهة إلى دولة الاحتلال عبر باب المندب، وما سببه ذلك من أزمة في نقص البضائع، هبت الإمارات إلى إنقاذها حليفتها تل أبيب، فشقت طريقًا بريًا من أراضيها مرورًا بالسعودية إلى الأردن وصولًا إلى فلسطين المحتلة لتزويد الاحتلال بما يلزم من بضائع.
كما جند النظام الإماراتي ولا يزال ماكينته الإعلامية لبث الرواية الإسرائيلية عن الأحداث لدرجة تبنيها، فمن يقرأ ويشاهد الإعلام الإماراتي والإسرائيلي يجد أن الإعلام الإماراتي تفوق في العداء للفلسطينيين على الإعلام الإسرائيلي.
وكان الصحفي الأمريكي الاستقصائي بوب وودوورد كشف في كتابه “الحرب”، الذي صدر في أكتوبر 2024، عن موقف النظام الإماراتي من حرب الإبادة الإسرائيلي، وكيف أن ما يجري في الغرف المغلقة يختلف عن التصريحات العلنية.
إذ أبلغ الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مع وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن بأن “على إسرائيل الصبر، ولها كل المساحة لإنجاز المهمة والقضاء على فصائل المقاومة في قطاع غزة”.