القصة في ارقام
أخر الأخبار

90% من سكان غزة نازحون.. انهيار صحي وكارثة إنسانية

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس جريمة ممنهجة بحق القطاع الصحي، عبر سياسة الإخلاء القسري للمستشفيات والمراكز الطبية، والتي تهدف إلى استكمال مخطط الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وفي بيان صحفي، أشار المكتب إلى أن الاحتلال أصدر أوامر بإخلاء مرافق طبية جديدة، كان آخرها “عيادة الشيخ رضوان”، بعد ساعات من تدمير المستشفى الأوروبي في خان يونس، أحد آخر معاقل الرعاية الصحية في الجنوب.

وأشار البيان إلى أن هذه الاعتداءات رفعت عدد المستشفيات التي تم إخراجها من الخدمة — إما بالقصف المباشر، أو الحرق، أو الإخلاء القسري — إلى 38 مستشفى، إلى جانب عشرات المراكز الصحية المتضررة.

جرائم حرب موصوفة وصمت دولي يُفاقم الكارثة

ووصف البيان هذه الممارسات بأنها جرائم حرب وفق اتفاقيات جنيف الرابعة، والقانون الدولي الإنساني، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما أكد أن هذا الاستهداف المنهجي يعكس رغبة واضحة من الاحتلال في تدمير البنية الصحية، ودفع القطاع إلى حافة الانهيار الكامل.

وأدان المكتب بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه — الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا — المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتكررة.

ودعا إلى تدخل دولي عاجل لحماية ما تبقى من النظام الصحي، وتوفير ممرات آمنة للإغاثة الطبية، وإجلاء المصابين لتلقي العلاج خارج غزة، وإرسال لجان تحقيق أممية لتوثيق هذه الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى المحاكم الدولية.

90% من سكان غزة نازحون

وفي سياق متصل، أكدت وكالة “الأونروا” اليوم الخميس أن نحو 90% من سكان قطاع غزة أُجبروا على النزوح من منازلهم منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وأن بعض العائلات نزحت أكثر من 10 مرات متتالية.

وقالت الوكالة في منشور على منصة “إكس”: “في عام 1948 نزح أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، واليوم وبعد 77 عامًا، لا يزال الفلسطينيون يُشردون قسرًا”.

وأشارت إلى أن النزوح في غزة تحول إلى أزمة إنسانية لا تطاق، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وغياب الحماية حتى في مراكز الإيواء والمدارس التابعة للأمم المتحدة التي تعرضت بدورها للقصف.

انهيار صحي وكارثة إنسانية

وبحسب تقارير حقوقية وإنسانية، فإن ما يجري في قطاع غزة يمثل نموذجًا مكتمل الأركان لسياسات التهجير القسري والتطهير العرقي، يتم تنفيذها عبر القصف، الحصار، التجويع، وقطع الإمدادات الأساسية من ماء وغذاء ودواء.

وكشفت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.7 مليون شخص نُزحوا داخليًا، معظمهم يعيشون في ظروف إنسانية كارثية، تشمل انعدام النظافة، وانهيار خدمات الصرف الصحي، وتفشي الأمراض المعدية.

وفي مدينة رفح على وجه الخصوص، تصاعدت المعاناة بفعل تراكم عشرات آلاف النازحين في مناطق غير مجهزة لاستيعابهم، ما جعل من تفشي الأمراض مسألة وقت فقط.

وأعرب خبراء فلسطينيون ودوليون عن خشيتهم من أن يكون ما يحدث جزءًا من مخطط أكبر لإعادة رسم الخارطة السكانية في قطاع غزة، عبر تفريغ شمال القطاع من سكانه، ودفع الكثافة السكانية نحو الجنوب، خاصة قرب الحدود مع مصر.

هذه الخطوة، وفق الخبراء، تنذر بإمكانية تنفيذ ترحيل جماعي قسري إلى خارج القطاع، في تكرار لنكبة جديدة تحت مرأى ومسمع العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى