محمد السوالمة.. عضو شبكة أفيخاي وأحد وجوه التحريض على غزة ومقاومتها

يبرز اسم محمد السوالمة، كأحد أعضاء شبكة “أفيخاي” نسبة للناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في تبني خطاب دعائي تخريبي يروّج لرواية الاحتلال الإسرائيلي ويسعى لضرب تماسك المجتمع الفلسطيني.
وينشط السوالمة في خضم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا، في إطار حملة دعائية منظمة تهدف إلى تقويض الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتشويه صورة المقاومة، وبث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
من هو محمد السوالمة؟
ينحدر من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وعلى الرغم من خروجه من مدينة توصف بأنها بيئة مقاومة، إلا أن السوالمة انقلب على هذا الإرث، وانخرط في نشاطات مشبوهة منذ سنوات، بدأت من مشاركته في ما يُعرف بـ”فرقة الموت” سيئة السمعة، وهي مجموعة مارست انتهاكات خطيرة بحق النشطاء والمعارضين خلال فترات مختلفة داخل القطاع.
لاحقاً، انتقل السوالمة إلى تونس تحت غطاء الدراسة الجامعية، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في استكمال تحصيله الأكاديمي، بحسب مصادر مقربة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تورط السوالمة هناك في سلوكيات لا أخلاقية، أبرزها استغلال النساء ومحاولة بيع نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعله محط انتقاد واسع في أوساط الجاليات الفلسطينية.
اليوم، يتواجد السوالمة في إحدى الدول الأوروبية. وفي حين أن وجوده خارج فلسطين يوفر له هامشاً أكبر لممارسة التحريض من منصات آمنة، إلا أن نشاطه يثير الكثير من الشكوك حول الجهات التي تقف خلفه وتموّله وتوفّر له الحماية.
منصات متعددة للتحريض
ينشط محمد السوالمة من خلال عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أشهرها حساب باسمه وآخر يحمل اسم “صلاح خلف”، وهو اسم مستعار يستخدمه في محاولة لإضفاء طابع وطني أو ثوري على نفسه، رغم تناقض مضمونه مع كل ما يمثله صلاح خلف (أبو إياد) من رمزية في التاريخ الفلسطيني.
لكن الحساب الأبرز الذي يديره السوالمة بشكل سري هو حساب “المنخل”، وهو منصة متخصصة في التحريض على المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديداً كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل العمل الوطني.
ويتعمّد الحساب بث شائعات عن القيادات الميدانية، وينشر تقارير ملفقة عن خلافات داخلية، وأكاذيب حول مصير الأسرى، ونظريات مؤامرة هدفها نشر الإحباط والبلبلة في الشارع الفلسطيني.
نماذج من تحريضه ضد غزة ومقاومتها
يظهر محتوى منشورات السوالمة على الدوام في قالب تهكمي ساخر من الضحايا المدنيين في غزة، ويُحمّل المقاومة مسؤولية المجازر التي يرتكبها الاحتلال.
وفي أكثر من منشور، سعى إلى تبرير العدوان الإسرائيلي على مخيمات اللاجئين باعتبارها “نتيجة لحكم حماس”، وهي حجة تتكرر في خطاب الاحتلال.
كذلك، دأب على التشكيك في فعالية المقاومة، وتصويرها كعبء على الشعب، بل وطالب في أكثر من مناسبة بضرورة “التفاوض” مع الاحتلال وتفكيك الأجنحة العسكرية، وهو الخطاب الذي طالما روّج له أفيخاي أدرعي ووسائل الإعلام الإسرائيلية، بل وحتى بعض الأصوات التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله.
التطابق المريب مع ماكينة الدعاية الإسرائيلية
إن أبرز ما يلفت الانتباه في منشورات محمد السوالمة هو تطابقها شبه الكامل مع خطاب جيش الاحتلال.
فحين يتحدث أدرعي عن “ضحايا الإرهاب الحمساوي”، يردّد السوالمة نفس العبارة بأسلوب أكثر ابتذالاً وسخرية.
وعندما تُبث روايات ملفقة في الإعلام العبري عن “خلافات بين فصائل غزة”، يعيد السوالمة تدويرها كأنها “معلومات مسربة” من داخل القطاع، مع إضافات تضليلية.
يبدو واضحاً أن السوالمة ليس مجرد ناشط عادي، بل هو جزء من شبكة متكاملة تتلقى التوجيه والدعم من غرف سوداء هدفها الاختراق المعنوي للمجتمع الفلسطيني، وتشويه كل ما يمت للمقاومة بصلة.
وتطرح منشوراته تساؤلات جدية حول التنسيق القائم بين هذا التيار وأذرع استخباراتية إسرائيلية، أو حتى شبكات مشبوهة مرتبطة بأجهزة عربية منخرطة في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
الإلحاد كسلاح للتمزيق الاجتماعي
من الملاحظ أن السوالمة، الذي يُعرّف نفسه كمُلحد، يوظف هذا التوجه الفكري –وهو شأن شخصي بحت– كأداة لإثارة الفتن الدينية، وبث خطابات ازدراء ضد المعتقدات والمجتمع المحافظ في غزة.
وهو لا يكتفي بانتقاد الإسلاميين، بل يهاجم منظومة القيم برمّتها، في إطار سعي حثيث لهدم الروابط الاجتماعية والثقافية التي تشكّل عصب الصمود في وجه العدوان.
وفي المجمل، لا يمكن فصل نشاط محمد السوالمة عن المشروع الأكبر الذي تمثله شبكة “أفيخاي” لتحطيم الروح المعنوية الفلسطينية، وتمزيق النسيج الداخلي للمجتمع.
فالسوالمة لا يهاجم الاحتلال، ولا يُدين المجازر اليومية بحق الأطفال والنساء، بل يركز جهده في شيطنة المقاومة، وتغذية الانقسام، والترويج لروايات العدو.
وفي حين يتصدّى أبناء غزة للقصف والتجويع، ويُقدّمون الشهداء يومياً، يختار السوالمة –ومن على بعد آلاف الكيلومترات– أن يكون لساناً للاحتلال لا يكلّ ولا يملّ من النيل من كرامة شعبه.
وعليه فإنه ليس سوى أداة رخيصة في معركة وعي كبرى، وسقوطه الأخلاقي والسياسي لا يزيد المقاومة إلا شرعية، ويجعل من انتصارها ضرورة أخلاقية في وجه قوى الكراهية والتفكيك.