معالجات اخبارية

“فوضى المساعدات”.. منظمات دولية في غزة تنفذ ما عجز عنه الاحتلال

استهجن التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية إصرار منظمات دولية على إحداث الفوضى خلال عمليات إدخال شاحنات مساعدات محدودة إلى قطاع غزة الذي يتعرض لمجاعة قاسية منذ 134 يومًا وحرب ضروس منذ أكثر من 640 يومًا.

وأعرب التجمع في بيان عن أسفه لوقوع اعتداءات وسرقة لبعض الشاحنات أثناء مرورها في شارع الرشيد، مشيرًا إلى أنه مكتظ بالنازحين والجوعى، ما جعله بؤرة للفوضى نتيجة تفاقم الأزمة الإنسانية.

وألقى باللوم على برنامج الغذاء العالمي، محمّلًا إياه مسؤولية ما حدث بسبب “إصراره على تمرير الشاحنات من مسارات مزدحمة دون تنسيق فعّال مع الجهات المجتمعية”.

وأكد أن قرار المنظمة ينسجم مع اشتراطات الاحتلال الرامية لإضعاف التماسك المجتمعي.

وبين أن دور العشائر يقتصر على تأمين الحماية، فيما مسؤولية توزيع المساعدات تقع على عاتق المنظمات الدولية، مطالبًا بتفعيل آليات التنسيق الميداني العادل لضمان إيصال المعونات بكرامة وأمان إلى مستحقيها.

وكان المفوّض العام لهيئة شؤون العشائر في غزة عاكف المصري قال إن العائلات شمال القطاع أدّت دورها الكامل بتأمين المساعدات الغذائية وتنظيم إيصالها، بهدف تفادي الفوضى والانفلات الأمني في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة، إلا أنها فوجئت برفض برنامج الغذاء العالمي ومؤسسة “أنيرا” استلام هذه المساعدات.

وبين المصري في تصريح أن المؤسستين بررتا الرفض بـ”عدم وجود تعليمات واضحة للتعامل مع الجهات المحلية المختصة”، وهو ما اعتبره موقفًا غير مبرر يزيد من تفاقم الأزمة، ويتماهى بشكل أو بآخر مع سياسات الاحتلال الساعية إلى تفكيك البنية الاجتماعية والتنظيمية للقطاع

وأوضح أن الغذاء العالمي اقترحت توزيع المساعدات على المفترقات العامة، كـ “محاولة خطيرة لتكريس نموذج الفوضى”، مشددًا على أن هذا الأسلوب يخدم رؤية الاحتلال بتعميم الفوضى والاقتتال المحلي، وإضعاف أي دور فلسطيني منظم في إدارة المشهد الإنساني.

وأشار المصري إلى أن مثل هذه المقترحات لا تراعي الكرامة الإنسانية ولا العدالة في التوزيع، محذرًا من خطورة انخراط المؤسسات الإنسانية الدولية في ما أسماه “مشروع الفوضى” الذي يسعى الاحتلال لفرضه في غزة، لا سيما في مناطق الشمال المنكوبة.

ودعا برنامج الغذاء العالمي ومؤسسة “أنيرا” إلى استئناف نشاطهما وفق النظام المحلي المعتمد، والعمل بشفافية وعدالة بتوزيع المساعدات، وبما يضمن سلامة المواطنين ويحترم البنية الاجتماعية والتنظيمية التي تحرص العائلات والهيئات المحلية على الحفاظ عليها وسط الانهيار الحاصل.

ويأتي هذا التصعيد مع تصعيد فرص الاحتلال خطة محدودة لتوزيع المساعدات منذ 27 مايو الماضي، عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تُشرف على عمليات توزيع تُجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت جوعًا أو الاستهداف المباشر من قوات الاحتلال أثناء تجمعهم في طوابير انتظار المساعدات.

وكانت وكالة أونروا قد حذّرت مؤخرًا من أن طوابير المساعدات تحوّلت إلى “مصائد موت” بفعل قصف الاحتلال واستهداف المدنيين، ما يزيد من صعوبة الاستجابة الإنسانية ويعقّد المشهد الإغاثي برمّته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى