معالجات اخبارية

منع الأدوية.. سلاح إسرائيلي إضافي حرب الإبادة في غزة

تحول منع الأدوية والإمدادات الطبية إلى سلاح إسرائيلي إضافي حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ أكثر من 18 شهرا وسط إدانات صارخة من الأمم المتحدة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة إن الخدمات في المستشفيات تقدم وفق مخزون محدود من الأدوية والمستلزمات.

وقالت الوزارة في بيان إن “النقص يعيق الفرق الطبية عن تنفيذ التدخلات الطارئة للجرحى”.

وذكرت أن مئات المرضى محرومون من الأدوية الأساسية، وأن وضع الإمدادات يتفاقم بسبب إغلاق المعابر الحدودية، فيما مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب هم الأكثر تضررًا من هذا النقص.

وأكدت الوزارة أن فئات إضافية من الأدوية الأساسية معرضة لخطر النفاد، مع نقص بنسبة 37 في المائة من الأدوية الأساسية و59 في المائة من الإمدادات الطبية مثل معدات الإسعافات الأولية والأدوات التي تستخدم لمرة واحدة والمسكنات.

يأتي ذلك فيما قالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في غزة ربما يكون “الأسوأ على الإطلاق” منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية.

ولم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ أكثر من شهر، مما أجبر عمال الإغاثة على ترشيد عمليات التسليم لتحقيق أفضل استفادة من المخزونات المتبقية، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وذكر المكتب الأممي أن الوقود والماء والأدوية وغيرها من الضروريات شحيحة، مع إغلاق المعابر الحدودية “المتفاقم بالقيود داخل غزة”. وقد عزلت القوات الإسرائيلية أجزاءً من غزة لإنشاء مناطق عازلة في إطار هجومها المستأنف.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان لها إن “الوضع الإنساني الآن هو على الأرجح الأسوأ منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل 18 شهرا”.

آخر مستشفى عامل في مدينة غزة

أبرزت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى الأهلي المعمداني – آخر مستشفى عامل في مدينة غزة – قد خرج عن الخدمة جراء غارة إسرائيلية، مؤكدة وفاة طفل مصاب بصدمة في الرأس أثناء إجلائه من المستشفى.

وأكدت المتحدثة باسم المنظمة، الدكتورة مارغريت هاريس، أن المستشفى قد خرج عن الخدمة بعد غارة جوية صباح الأحد، حيث “دُمرت الصيدلية والعديد من المباني والخدمات المختلفة”.

وأضافت هاريس أن حوالي 40 مريضا حالتهم حرجة للغاية بحيث لا يمكن نقلهم من المرفق الصحي ما زالوا يتلقون الرعاية، بينما تم إجلاء المرضى الخمسين المتبقين – بمن فيهم الطفل الذي توفي – إلى مراكز طبية أخرى قبل بدء الهجوم بوقت قصير.

وحذرت من أن الوضع حرج، وأن الإمدادات الطبية بجميع أنواعها الآن “منخفضة للغاية”، وأعربت عن قلقها العميق على سلامة الكوادر الصحية في المستشفى المنكوب.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لم يتبقَّ سوى 21 من أصل 36 مستشفى عاملا في غزة، وقد تضررت جميعها تقريبا خلال الحرب.

وأكد مدير عام المنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة إكس، أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.

وكرر دعوته لوقف إطلاق النار، وقال: “يجب أن تتوقف الهجمات على الرعاية الصحية. نكرر مرة أخرى: يجب حماية المرضى والعاملين الصحيين والمستشفيات. يجب رفع الإغلاق المفروض بشأن المساعدات”.

وسلطت فرق الإغاثة على الأرض الضوء على “الضغط الإضافي الهائل” الذي وضعه قصف مستشفى الأهلي المعمداني بالفعل على المستشفيات المتبقية التي تعمل جزئيا في القطاع.

وصرحت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أولغا تشيريفكو، أن “حوادث الإصابات الجماعية أصبحت الآن هي القاعدة، وأن المستشفيات التي تعالج مرضى الصدمات (الرضوح) تفعل ذلك وسط نقص حاد في الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الأدوية الضرورية”.

وقد مر الآن سبعة أسابيع منذ إغلاق المعابر أمام جميع إمدادات الإغاثة المخصصة لسكان غزة. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نزح أكثر من 390 ألف شخص منذ استئناف القصف الإسرائيلي في 18 آذار/مارس.

في الأيام الأخيرة، رفض كبار مسؤولي الأمم المتحدة التصريحات التي تدعي وجود ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع الفلسطينيين في غزة، مؤكدين أنها “بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض”.

وفي هذا السياق، أكدت تشيريفكو أن الإمدادات آخذة في النفاد بسرعة. وقالت: “نشرف على نفاد الغذاء والدواء والمأوى وكل ما هو ضروري للحياة إذا لم يتغير الوضع فورا. ستزداد الكارثة في غزة سوءا، وستزداد احتياجات الناس. هذا لا يمكن أن يستمر. يجب حماية المدنيين وإعادة فتح المعابر فورا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى