
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلًا عن مصادر عسكرية مطلعة، أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على المدارس في قطاع غزة، والتي تأوي نازحين فلسطينيين، تُنفذ ضمن خطة عسكرية إسرائيلية ممنهجة.
وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حدد مسبقًا عددًا من المدارس كـ”أهداف مباشرة” في غاراته الجوية الأخيرة.
قصف المدارس في غزة
وبحسب الصحيفة، خفّف جيش الاحتلال من القيود المفروضة على تنفيذ هجمات ضد مواقع تضم أعدادًا كبيرة من المدنيين، ما يفسر تصاعد الهجمات على منشآت مدنية مثل المدارس، المستشفيات، والمرافق البلدية.
وأكدت الغارديان أن هذا التوجه يعكس سياسة متعمدة تتجاهل القانون الدولي.
وكشفت المصادر أن مدرسة العائشية في دير البلح كانت من بين الأهداف المحددة مؤخرًا، إلى جانب أربع مدارس أخرى في محيط مخيم جباليا شمال غزة، وهي حلاوة، الرفاعي، نسيبة، وحليمة السعدية. وتعرضت مدرستان منها لأضرار نتيجة غارات سابقة.
مجزرة حي الدرج
وسلط التقرير الضوء على مجزرة حي الدرج في 25 مايو/أيار 2025، حيث قصفت طائرات الاحتلال مدرسة فهمي الجرجاوي، ما أدى إلى استشهاد 54 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من الأطفال والعائلات النازحة.
وذكرت الصحيفة أن الضحايا أُخرجوا من الفصول الدراسية محترقين بعد اشتعال النيران فيها عقب الغارة.
وفي الأشهر الأخيرة، نفذ جيش الاحتلال غارات جوية على ما لا يقل عن ست مدارس، أسفرت عن استشهاد أكثر من 120 مدنيًا، ضمن ما وصفته الصحيفة بـ”حملة استهداف منظمة لمنشآت مدنية تؤوي نازحين”.
وأكدت ثلاثة مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش أدرج في الشهرين الأخيرين المدارس، المستشفيات، ومبانٍ مدنية أخرى ضمن بنك الأهداف العسكرية، وأُنفذت بعض الغارات مع معرفة مسبقة بوجود المدنيين في الموقع.
إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة
وفي مقابلة مع بودكاست “سكاي نيوز”، اعترف ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن “إسرائيل بلا شك ارتكبت جرائم حرب في غزة”.
وأوضح أن “جنودًا إسرائيليين نفذوا أفعالًا تخالف القانون الدولي”، لكنهم لم يُحاسبوا حتى الآن.
ورغم هذا الإقرار، حاول ميلر التفريق بين “انتهاكات فردية” و”سياسات منهجية”، مشيرًا إلى أن الجرائم لم تُنفذ كجزء من سياسة دولة متعمدة.
وأضاف في الوقت ذاته: “لم نرَ إسرائيل تُحاسب عددًا كافيًا من العسكريين”، متسائلًا ما إذا كانت ستفعل ذلك يومًا ما.
وأوضح ميلر أن تصريحات المتحدثين الرسميين في الحكومة الأميركية لا تعكس بالضرورة قناعاتهم الشخصية، بل تعبر عن المواقف الرسمية للدولة، مؤكدًا أن حكومة الولايات المتحدة لم تعلن رسميًا أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.