كشف تقرير صادر عن “مركز مراقبة الإعلام” التابع للمجلس الإسلامي البريطاني عن انحياز واضح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ضد الفلسطينيين خلال تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة.
التقرير استند إلى تحليل أكثر من 35 ألف مادة إعلامية نُشرت أو بُثّت بين 7 أكتوبر 2023 و6 أكتوبر 2024، وشمل مقالات ومقاطع إذاعية وتلفزيونية.
BBC تروّج للسردية الإسرائيلية
ووفقًا للتحليل، قدمت BBC تغطية أكبر للقتلى الإسرائيليين بمقدار 33 ضعفًا مقارنة بالضحايا الفلسطينيين، كما استخدمت الهيئة لغة عاطفية أكثر بأربعة أضعاف عند الحديث عن الإسرائيليين، وذكرت كلمة “مجزرة” 18 مرة أكثر لصالح الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين.
وانتقد التقرير ما وصفه بـ”الإغفال المؤسسي” من قبل BBC للسياقات السياسية والتاريخية للصراع، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية، وخطابات التحريض الإبادي التي تبناها مسؤولون إسرائيليون بارزون مثل بنيامين نتنياهو وإسحاق هرتسوغ.
ومن اللافت أن أقل من 0.5% من التغطية الإعلامية على الموقع الإلكتروني للهيئة أشار إلى الاحتلال الإسرائيلي، مقابل التركيز المكثف على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.
BBC تتجاهل جرائم الاحتلال
واتهمت الدراسة BBC بممارسة ضغوط على 38 شخصية فلسطينية أو عربية لإدانة هجمات 7 أكتوبر، بينما لم تُمارس الضغوط نفسها على المسؤولين الإسرائيليين بشأن الجرائم بحق المدنيين في غزة.
كما أظهرت البيانات أن BBC استضافت إسرائيليين في برامجها الإذاعية والتلفزيونية أكثر من الفلسطينيين بواقع الضعف تقريبًا (2350 مقابل 1085).
ووسط هذه الانتقادات، تفجرت أزمة جديدة داخل أروقة BBC بسبب حجب عرض فيلم وثائقي بعنوان “غزة: أطباء تحت النار”، رغم حصوله على موافقة قانونية وتحريرية.
ويُوثق الفيلم معاناة الطواقم الطبية في غزة خلال الحرب، إلا أن الإدارة العليا في الهيئة امتنعت عن بثه لأسباب سياسية، بحسب مصادر داخلية.
تصاعد الغضب داخل BBC
وكشفت تقارير عن وجود مجموعات واتساب داخل BBC تضم صحفيين وموظفين يعارضون سياسة التغطية الخاصة بغزة، أبرزها مجموعة تُدعى “تغطية الشرق الأوسط”، حيث وصف أحد أعضائها التقرير بأنه “أكثر جرأة مما كان يمكن أن تنتجه BBC بنفسها”.
وأشار تقرير المركز إلى أن BBC أظهرت حيادية مفقودة في تغطية غزة مقارنة بتغطيتها للحرب في أوكرانيا، إذ نشر موقع الهيئة أكثر من 7700 مادة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت أكثر شمولية في تغطية الضحايا والحقائق السياسية.
كما صرح أليستير كامبل، مستشار توني بلير السابق، بأن BBC أصبحت “رهينة لضغوط الأصوات الصاخبة اليمينية” في تعاملها مع القضية الفلسطينية، منتقدًا فشلها في عرض فيلم يوثق دمار المرافق الصحية في غزة.
وفي ردها الرسمي، قالت BBC إنها “ترحب بالانتقاد” لكنها شككت في منهجية التحليل المعتمد على الذكاء الاصطناعي، ورفضت تقييم حيادها بناءً على عدد الكلمات أو نوعية المصطلحات.
وأضافت أنها “تُجري مراجعات داخلية دائمة” وستدرس التقرير بعناية.





