معالجات اخبارية

7 معلومات عن هديل عويس.. أداة ناعمة لتجميل صورة “إسرائيل” الدامية

“تجميل وجه إسرائيل الملطخ بدماء ضحاياها”، “تسويق التطبيع”، “مهاجمة المقاومة الفلسطينية”.. كل هذه مهام أنيطت بالإعلامية السورية هديل عويس الذي استعملها جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد” كأداة ناعمة لتحقيق أجندته.

وتنشط عويس في خضمّ حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية برفع وتيرة المشاريع الإعلامية التي تدّعي الحيادية بينما تنفذ أجندات مموّلة بعناية من “إسرائيل” والإمارات.

وتدير هديل منصة “جسور نيوز” وهي حديثة العهد، لكنها تسبب بجدل واسع عقب ربطها بمشاريع سابقة تسعى لتسويق التطبيع مع (إسرائيل) وتجميل وجهها الملطخ بدماء الضحايا في المنطقة العربية.

من هي هديل عويس؟

وتقدم “جسور نيوز” نفسها كجسر للحوار والتفاهم، إلا أن تحقيقًا دقيقًا في خلفياتها وتمويلها وعلاقاتها، يكشف عن مشروع سياسي خطير يستهدف وعي الشعوب العربية، خاصة بفلسطين وسوريا ولبنان.

هديل عويس هي مواطنة سورية من مواليد عام 1993، برزت مع اعتقالها عام 2011 من النظام السوري لمشاركتها في الاحتجاجات ضمن الثورة السورية.

خلال عام 2012، نقلها وفد أمريكي أثناء تواجدها في جنيف إلى الولايات المتحدة، وانطلقت برحلة نشاط إعلامي وسياسي واضح، يركز على نقد أنظمة المنطقة، مع تقاطع ملحوظ في خطابها مع السردية الإسرائيلية.

هديل عويس ويكيبيديا

عويس اشتغلت مع مؤسسات بحثية وإعلامية أمريكية، أبرزها مشروع “فيلوس” (Philos Project) الذي يُعنى ببناء جسور بين المسيحيين في الشرق الأوسط والغرب.

كما نشرت مقالات لصالح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو مؤسسة بحثية تأسست على يد باربي وينبرغ، زوجة أحد رؤساء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وأحد مراكز التفكير الداعمة لإسرائيل بواشنطن.

عملت عويس مديرة التوعية العربية في منظمة “جيمينا” (JIMENA)، الهادفة لتعزيز التفاهم بين الثقافات بتسليط الضوء على المجتمعات اليهودية في الدول العربية وتشارك بمشاريع إعلامية وتعليمية موجهة لتغيير نظرة العرب لإسرائيل واليهود.

زوج هديل عويس

من المجلس العربي إلى جسور: 3 مراحل لمشروع واحد

ما لا يعرفه كثيرون أن منصة “جسور” ليست سوى الاسم الثالث لمشروع تطبيعي انطلق قبل سنوات باسم “المجلس العربي للتكامل الإقليمي”، ثم تغيّر إلى “الاندماج الإقليمي”، واستقر على “جسور”.

ورغم تغيّر الأسماء، إلا أن الهدف ظل ثابتًا وهو كسر الحاجز النفسي والثقافي بين العرب و”إسرائيل”، والترويج لما يُسمى “التعايش” و”السلام” دون الحديث عن الحقوق الفلسطينية أو الاحتلال.

تتلقى هديل عويس عن إدارة منصة “جسور” تمويلاً غير مباشر من جهات ذات صلة بما يُعرف بـ”خلية أفيحاي”، وهي وحدة إسرائيلية تُعنى بالحرب النفسية والتأثير على الرأي العام العربي.

هديل عويس السيرة الذاتية

وحدة “شبكة افيخاي” متخصصة في إدارة الحسابات والشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي.

تقدم “جسور” فرص تدريب ومنح مالية لناشطين ومدونين عرب، خاصة بلبنان وسوريا، مقابل إنتاج محتوى يروّج للتطبيع أو ينتقد قوى المقاومة.

وتُنظم لقاءات مغلقة بين شباب عرب وإسرائيليين تحت شعارات “الحوار” و”التسامح”.

فضيحة هديل عويس

تعتمد هديل عويس في منصة جسور على عدة آليات مدروسة أبرزها المحتوى الإيجابي عن “إسرائيل” بتُسليط الضوء على إنجازات إسرائيلية علمية وتكنولوجية، والزعم بأنها دولة ديمقراطية.

النشر ضد محور المقاومة من خلال تقارير تنتقد حزب الله وإيران والنظام السوري، وتجاهل تام للانتهاكات الإسرائيلية.

إنتاج محتوى مرئي ومكتوب بلغة مبسطة تستهدف فئة الشباب، وتتجنب الخطاب السياسي المباشر لتبدو وكأنها جهة حيادية.

تنشط جسور على منصات التواصل، وتستثمر بالحملات الممولة لاستهداف متابعين عرب بمحتوى تطبيعي مخفي ضمن قوالب ثقافية وإنسانية.

هديل عويس انستقرام

وتستهدف جسور نيوز المجتمعات اللبنانية والسورية، نظرًا للظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة فيهما. يتم تقديم “إسرائيل” بالخطاب الإعلامي للمنصة على أنها “الشريك الأفضل” مقارنةً بإيران أو النظام السوري.

وتُستغل المعاناة اليومية في تلك البلدان لتقديم (إسرائيل) كدولة مستقرة ومزدهرة.

تظهر المعلومات المنشورة حول “جسور” وهديل عويس:

التبعية للأجندة الصهيونية: يُتهم المشروع بأنه أداة ناعمة لتجنيد الشباب لصالح (إسرائيل).

غياب الشفافية: لا توجد أي إفصاحات واضحة عن مصادر تمويل المنصة أو الجهات التي تقف خلفها.

تشويه المقاومة: تروّج المنصة لرواية تحمّل المقاومة مسؤولية معاناة الشعوب، متجاهلة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.

هديل عويس شبكة افيخاي

استغلال المعاناة: تستخدم قصص لاجئين ونازحين بطريقة انتقائية لتبرير الانفتاح على “إسرائيل”.

تُعد تجربة “جسور” درسًا بالغ الأهمية في فهم أدوات الحرب الناعمة التي تستخدمها (إسرائيل) وحلفاؤها لاختراق الوعي العربي. إنها ليست مجرد منصة إعلامية، بل مشروع سياسي-أيديولوجي يُدار بذكاء، ويستثمر في الإعلام الرقمي والنشطاء الشباب لإحداث تحول تدريجي في مواقف الرأي العام العربي.

ولعل الخطر الأكبر لا يكمن في وجود هذه المنصة بحد ذاتها، بل في غياب إعلام عربي مضاد قادر على تفكيك سردياتها، وكشف أجنداتها، وإعادة الاعتبار لسردية الحقوق والعدالة والمقاومة.

تبقى المواجهة مع مشاريع التطبيع الناعمة مسؤولية جماعية، تبدأ بالوعي وتنتهي بصناعة إعلام بديل يعبّر عن تطلعات الشعوب لا رغبات ممولي المشاريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى