فتح ترمي المقاومة مع “إسرائيل” عن قوس واحدة.. شتائم ترفع أسهمها

قال الكاتب والمحلل السياسي عدلي صادق إن هناك دَفْقٌ كثيف من التهجمات على حركة حماس عبر وسائل التواصل، مبينًا أن كثيرا منها سفيهة وتركز على الحط من قدر الإنسان الذي اجتهد ـ سواء أصاب أو أخطأ أو قرر شخصيًا أو لم يقررـ والتعدي على كرامته الشخصية، واستهدافه بتخرّصات سمجة تشكك بنواياه وسلوكه وحتى ملامحه الجسمانية.
وأوضح صادق في مقال أنه قادر في الوقت المناسب أن يقدم مداخلة نقدية طويلة عن تجربة حماس وأن يعدد أخطاءها لكن المستوى الذي أعنيه، تكون له ـ لسوء حظ المُغردينـ نتائج عكسية بجريرة السفاهة والنيل من كرامة ما تمثل هذه الحركة، لا سيما في جانب من تجربتها، وليكن تهيئة المقاومين الشجعان، الذين لم تلن لهم عريكة، على مدى سنتين عجافاً، وهم الذين ظلوا يقاتلون عدو يزعم أنه يقضي على جيوش جرارة بساعات، وأبيدت أسرهم في قطاع غزة، شأنها شأن الأسر التي أبادتها الصهيونية النازية!.
وأوضح أن هذه التغريدات تُسيء لمشاعر جمهور كبير يؤيد حماس، وسمعة الطرف الذي يواليه المغردون، وتكرس الانقسام الوجداني على المستوى الشعبي الفلسطيني في الداخل والخارج.
وتساءل صادق: إن “كان الشتّامون من حركة فتح، فلا منطق ولا قيمة أدبية بجعل هذه الحركة الوطنية الرائدة، وكأنها ـفي وقت الشدةـ ترمي الحركة الأخرى، مع العدو، عن قوسٍ واحدة”.
وأشار إلى أنه لا تثريب على من يطرح نقدًا موضوعيًا فيما الفارق بين الموضوعي وغيره، أن الأول يركز على الموضوع من حيث كونه مشهداً وموضوعًا، بينما الثاني “يدق” في ذات صاحب الموضوع وشخصه.
وبين صادق أنه عندما نقول في السياسة، إن الخيار المناسب لحماس هو أن تتحول إلى حزب لا يقرر بمفرده، ضمن رزمة قوى سياسية في الوطن، فكيف يمكن أن يتعايش أعضاء هذه الرزمة، بعد هذا التجريح، في حلبة السياسة؟!”.
ونبه إلى أن هذه ـبكل حالـ شتائم ترفع من أسهم المشتوم، وتهبط بمستوى من يفترض أنهم يوالونهم.
ونوه صادق إلى أن كان الحديث عن كارثة وقعت، فإن الذي أوقعها هو عدو لم يتخيل أي طرف، ولا حتى في الغرب، أنه بكل هذه الفاشية النازية التي يزعم أنه من ضحاياها.
وختم: “لا كارثة بلا مقدمات، ولا كارثة مع تجهيل الفاعل، ولا كارثة بلا أسباب تدفع اليها. ففي يوم 7 أكتوبر، لم يكن الهجوم على عدو مُسالم ومهذب، لا يقتل ولا يحاصر ولا يدمر، ولا ينكر أن لضحاياه قضية!”.