“إسرائيل” تقر بفشل آلية “غزة الإنسانية” وتلجأ لأساليب أخرى

اعترفت “إسرائيل” ضمنيا بفشل آلية توزيع المساعدات الإنسانية من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، عقب سماحها مؤخرا بإدخال شحنات محدودة من المساعدات إلى قطاع غزة.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن حكومة بنيامين نتنياهو تجد صعوبة بإنكار الاتهامات المتصاعدة بشأن استخدام سياسة التجويع كأداة ضغط على سكان غزة، مع تدهور الأوضاع الإنسانية على نحو حاد.
ووفق بيانات حكومية في غزة، ارتفع عدد الشهداء بمواقع توزيع المساعدات إلى أكثر من 1100 شهيد و7000 مصاب منذ 27 مايو الماضي، معظمهم ارتقوا بمشاهد دهس وتدافع واختناق مشابهة.
ويصف مراقبون هذه النقاط بأنها “مصائد موت” أكثر منها محطات إغاثة، تُدار ضمن خطة ممنهجة تنزع عنها كل معايير السلامة، وتُستخدم فيها أسلحة غير قاتلة على الورق – كغاز الفلفل لكنها تُفضي إلى نتائج قاتلة في الواقع، مع التزاحم والجوع وغياب ممرات إخلاء أو إشراف طبي.
ورغم الادعاءات الأميركية المتكررة بأن هذه المساعدات “إنسانية”، فإن الواقع يكشف غير ذلك. فقد أقر جنود إسرائيليون بتلقيهم أوامر بإطلاق النار والغاز لتفريق الحشود عند نقاط المساعدات، بينما تمنع سلطات الاحتلال دخول أي مساعدات حقيقية عبر المعابر منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ولا تسمح بالإمدادات إلا ضمن شروط سياسية وصفقات مشبوهة.
ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة النهج بأنه:”مخطط مدروس يهدف إلى نشر الرعب، وتحويل رغيف الخبز إلى مهمة انتحارية.”
ومع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات عبر المعابر الرسمية، تُظهر “آلية المساعدات الأميركية” في غزة وجهًا جديدًا للقتل البطيء ليس فقط عبر الجوع، بل عبر الخنق الجماعي، والفوضى المتعمدة، واستخدام أدوات قمعية وسط الحشود الجائعة.