تعاني غزة منذ أشهر من أزمة إنسانية حادة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر الذي يمنع دخول المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان المحاصرين وسط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
ورغم تحذيرات وكالات الإغاثة الدولية، تنتظر آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات على حدود مصر والأردن دون السماح لها بالدخول، مما يزيد من مخاطر المجاعة والمرض في غزة.
أنس حبيب: مصر متواطئة في الإبادة
وفي هذا السياق، صرح الناشط المصري أنس حبيب، بأن النظام المصري متواطئ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وأشار حبيب إلى أن مصر كانت تمتلك القدرة على فتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات خلال الشهور الأولى للحرب، لكنها رفضت ذلك، مضيفًا أن استمرار إغلاق المعبر يفاقم من معاناة الفلسطينيين.
وأوضح أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي كان قادرًا على وقف العدوان على غزة عام 2012، لكنه أكد أن النظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي لا يبدي رغبة في اتخاذ خطوات مماثلة.
احتجاجات رمزية ضد تواطؤ مصر والأردن
وردًا على مواقف الحكومتين المصرية والأردنية من الحرب، قام أنس حبيب في وقت سابق بإغلاق أبواب السفارات المصرية في لاهاي والسفارة الأردنية باستخدام أقفال، احتجاجًا رمزيًا على ما وصفه بـ”التواطؤ”.
ووجدت هذه المبادرات صدى واسعًا، حيث تبعها ناشطون في دول أخرى مثل تركيا والمملكة المتحدة بإغلاق أبواب السفارات المصرية، ضمن مظاهرات تضامنية مع غزة.
اعتقالات وقمع داخل مصر ضد المتضامنين
وأكد حبيب أنه تعرض للاعتقال السياسي لمدة عامين في مصر وهو في الخامسة عشرة، وأنه في حال عودته قد يُعتقل أو يُقتل.
ولفت إلى أن السلطات المصرية تعتقل المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وتمنع رفع العلم الفلسطيني داخل البلاد، ما يعكس حجم القمع والتضييق على الأصوات المناصرة لغزة.
تفاقم الأزمة الإنسانية وتحذيرات الأونروا
ومع استمرار الحصار، تنتظر آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات على الحدود المصرية والأردنية دون السماح لها بالدخول إلى غزة.
وحذرت وكالة الأونروا من تدهور صحة موظفيها في القطاع، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الذي أصاب الكثير منهم، حيث سُجلت حالات إغماء أثناء تأدية المهام الإنسانية.
وحمّل أنس حبيب الحكومات المصرية والأردنية مسؤولية استمرار “الإبادة الجماعية” في غزة، مؤكدًا أن تحرر الشعوب من الأنظمة الاستبدادية سيقود إلى وقف هذه المآسي.
وقال: “إذا تحرر الشعب المصري، فستتحرر غزة أيضًا”، مشيرًا إلى أن بقاء السيسي في السلطة يُبقي الأزمة قائمة.
