معالجات اخبارية

حسام الأسطل.. تاريخ طويل من الخيانة والعمالة ينتهي به في عصابة أبو شباب

على وقع الفوضى المتعمدة التي أشاعتها الميليشيات المسلحة شرق رفح، يعود إلى الواجهة اسم حسام الأسطل، الضابط السابق في جهاز الأمن الوقائي، والمتهم بالتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي منذ التسعينيات، وأحد الوجوه التي التحقت بعصابة ياسر أبو شباب في قطاع غزة.

وبين روايات الأجهزة الأمنية وشهادات المصادر الصحفية، تتشكل سيرة حافلة بالارتباطات الاستخبارية والعمليات السرية، أبرزها دوره في اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في كوالالمبور عام 2018.

ففي 9 يناير/كانون الثاني 2022 أعلنت وزارة الداخلية في غزة توقيف مشتبه به أقرّ بمشاركته في الاغتيال بتكليف من الموساد الإسرائيلي، من دون كشف هويته رسمياً.

من هو حسام الأسطل؟

تفيد مواد صحفية محلية منشورة عقب الإعلان الأمني عام 2022 بأن المشتبه به هو حسام عبد المجيد الأسطل، ضابط سابق في الأمن الوقائي، وأن ارتباطه بالأجهزة الإسرائيلية يعود إلى عام 1996 قبل أن ينتقل للعمل مع الموساد وينفذ له مهام داخلية وخارجية مستخدماً وثائق سفر مزورة.

وتشير الوقائع المؤكدة حول جريمة الاغتيال إلى أن البطش استشهد فجر 21 أبريل/نيسان 2018 في العاصمة الماليزية كوالالمبور برصاص مسلحَين على دراجة نارية أثناء توجهه إلى صلاة الفجر، وهي عملية اتهمت عائلته وقيادات فلسطينية الموساد بالوقوف وراءها.

وقد وثّقت وسائل إعلام دولية ومالية رئيسية تفاصيل الجريمة وسير التحقيقات منذ الساعات الأولى.

وبعد نحو أربع سنوات، قالت داخلية غزة إن أحد الموقوفين اعترف بدوره في العملية “بتكليف من الموساد”، غير أن معظمها لم يذكر الاسم كاملاً واكتفى بوصف المشتبه به. في المقابل، سمّت منصات محلية حسام الأسطل باعتباره المتهم الموقوف آنذاك.

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في غزة حكماً بالإعدام على «حسام، أ» (مواليد 1975، عسكري من خانيونس) في القضية رقم 7/2022، وذكرت أن من بين المدانين “مشاركاً في اغتيال البطش”، ما يعزز الربط بين الحرفين الأولين واسم حسام الأسطل المتداول في التغطيات المحلية.

عصابة ياسر أبو شباب ويكيبيديا

أحدثت بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 انهياراً أمنياً جزئياً شمل قصف مقار وسجون، وهو ما انتهى بهروب سجناء جنائيين وموقوفين في قضايا تخابر، بحسب تقارير ميدانية متعددة.

وفي هذا الفراغ، برز اسم ياسر أبو شباب، الذي كان محكوماً بالسجن قبل الحرب ثم فرّ عقب القصف، ليظهر لاحقاً قائداً لمجموعة مسلحة شرق رفح عُرفت باسم “القوات الشعبية/عصابة أبو شباب”، وعملت تحت حماية الجيش الإسرائيلي وفق تحقيقات وتقارير ميدانية.

وقد تناولت وسائل إعلام دولية رئيسية ظاهرة عصابة أبو شباب، معتبرة أنها تشكّل نموذجاً لتجربة إسرائيلية في تسليح مجموعة محلية لمعادلة نفوذ المقاومة في نطاق جغرافي محدود شرق رفح، مع تورط الميليشيا بالسطو على قوافل الإغاثة وإعادة بيعها وفرض إتاوات.

كما نشرت صحف إسرائيلية وغربية مقابلات أو تغطيات لأبو شباب نفسه، في محاولة لتسويق “حكم محلي بديل” في قطاع غزة.

وتؤكد تقارير ميدانية أن عدداً من عناصر هذه العصابة من الهاربين من السجون بعد قصفها في بداية الحرب. وبرز أن حسام الأسطل من بين هؤلاء الذين التحقوا بعصابة أبو شباب.

وعلى امتداد ما يقرب من ثلاثة عقود، تتقاطع روايات الارتباط بين حسام الأسطل والأجهزة الإسرائيلية مع ملفات ساخنة: من الارتباط الأول المفترض منتصف التسعينيات، إلى تنفيذ مهام خارجية، وصولاً إلى الاغتيال الأبرز للعالم فادي البطش في 2018، ثم صدور حكم الإعدام عليه بوصفه مشاركاً في الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى