أيمن خالد: بوق مأجور يستخدمه إعلام التطبيع للتحريض على المقاومة في غزة

في سياق متسارع من الحملات الإعلامية التي تركز على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، نشرت منصة جسور نيوز الممولة إماراتيا سلسلة من مقاطع الفيديو للمدعو أيمن خالد، الذي يحرض بشكل مباشر على المقاومة في غزة ويطالب بنزع سلاحها.
وربط خالد في مقاطع الفيديو بين هذه الدعوات ونزع السلاح وبين ما يسميه “إغاثة غزة” و”بدء إعادة إعمارها”، في محاولة واضحة لتسويق فكرة أن حل الأزمة الإنسانية في القطاع مرهون بالتنازل عن المقاومة المسلحة، وهو ما يعكس توجهات إعلام التطبيع في المنطقة.
وقد تحول أيمن خالد إلى ما يمكن وصفه بـ “البوق المأجور”، إذ يستخدمه الإعلام التابع لدول التطبيع ليكون وسيلة لإيصال رسائل مضللة ومجزأة تهدف إلى تقويض الجبهة الداخلية الفلسطينية وإضعاف المقاومة الشعبية.
فالهدف من هذه الحملات ليس النقد الموضوعي أو التحليل الإعلامي المستقل، بل تصدير أجندة سياسية محددة، تعمل على خدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي من خلال بث الفتن الداخلية والترويج لفكرة أن المقاومة عقبة أمام “السلام” و”الإعمار”.
من هو أيمن خالد ؟
تتضح خطورة هذا التوجه عندما يُنظر إلى طبيعة عمل أيمن خالد في الإعلام، حيث ينشر مقالات تحريضية في مواقع إعلامية مرتبطة بالتطبيع، مثل قناة “العربية” وموقع “إيلاف”، فيما تعيد حسابات إسرائيلية نشر أفكاره كصوت محلي لدعم الحرب النفسية على المقاومة.
وتهدف هذه الكتابات إلى توجيه الرأي العام الفلسطيني والعربي نحو القبول بمشاريع الاحتلال، وتقديم المقاومة كعائق أمام تحقيق “الاستقرار”، وهو إطار سردي يتوافق مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي وأجندات شركائه الإقليميين.
وتقدم هذه المواقع أيمن خالد بأنه “إعلامي فلسطيني يعمل في الصحافة العربية والأجنبية”، وهو ما يعطيه صفة رسمية في عين القارئ العربي والغربي على حد سواء، رغم أن البحث في خلفيته المهنية يكشف غموضًا واضحًا.
إذ لا توجد حتى الآن مصادر موثوقة تؤكد التفاصيل الأساسية للمدعو أيمن خالد مثل خلفيته التعليمية، جهة عمله الإعلامية الرئيسية، أو أطر التوظيف التي انطلق منها في عالم الصحافة.
بل تشير بعض المصادر إلى أنه مجرد كاتب رأي وليس بالضرورة مراسلًا صحفيًا ميدانيًا أو جزءًا من مؤسسة إعلامية معروفة.
كما لا توجد معلومات موثقة حول الجوائز أو العضويات في منظمات إعلامية رسمية، أو حتى سيرته المهنية بشكل مفصل. ومعظم ما يُعرف عنه متاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنشورات نقدية، وليس عبر ملفات مهنية أو مقابلات رسمية، مما يضع قراءه ومتابعيه في مواجهة محتوى قد يكون مدفوعًا أو موجّهًا لتحقيق أهداف سياسية محددة.
ويجعل هذا الوضع من أيمن خالد نموذجًا صارخًا لكيفية استخدام الإعلام المرتبط بالتطبيع شخصية فلسطينية أو عربية لإيصال رسائل معاكسة لمصالح شعبه، وتحويله إلى أداة دعائية لخدمة أجندات خارجية.
فالمضمون الذي يقدمه خالد لا يكتفي بالتحريض على المقاومة فحسب، بل يسعى أيضًا إلى خلق الانقسامات الداخلية، وتشويه صورة الفصائل المقاومة، وإقناع الرأي العام بأن أي دعم دولي لإغاثة غزة وإعادة إعمارها يجب أن يكون مشروطًا بالتخلي عن الخيار العسكري، وهو رسالة متوافقة مع المطالب الإسرائيلية الرسمية والمعلنة في المحافل الدولية.







