
تصاعدت موجة من الغضب العارم على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشر الشيف الفلسطيني المعروف “أبو جوليا” مقطع فيديو مثير للجدل، ادّعى فيه أن الأوضاع الغذائية في غزة بدأت بالتحسن، عقب دخول 36 شاحنة مساعدات من الأردن محمّلة بالطحين.
ورأى كثير من النشطاء في هذا الفيديو محاولة لتزييف الواقع وتضليل الرأي العام، في وقتٍ تعاني فيه غزة بأكملها من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، حيث يواجه السكان المجاعة الحقيقية ويكافحون للبقاء أحياء وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
#أبو_جوليا_كذاب يتصدر مواقع التواصل
وتحت وسم #أبو_جوليا_كذاب، انهالت التعليقات الغاضبة من فلسطينيين وعرب، اتهمت الشيف بـ”الخيانة الإعلامية”، خاصةً أن الشاحنات التي دخلت لا تمثل سوى أقل من 1% من الاحتياج اليومي لقطاع غزة، الذي يحتاج ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار.
كتب أحد النشطاء:”اللي مسمي حاله أبو جوليا طالع بفيديو بيخدع الناس وبضللهم عشان يبرر مشاركته بمهرجان الطعام، بيقول غزة صار فيها طحين، والشاحنات ما بتتعدى أصابع اليد الواحدة.”
وغرّد آخر:”أبو جوليا طول المجاعة بنزل فيديوهات أكل، واليوم طالع يروّج إشاعة إن غزة غرقت بالمساعدات عشان مصلحته ومطعم بالأردن.”
أبو جوليا ومهرجان الطعام
وربط العديد من المعلّقين بين فيديو أبو جوليا ومشاركته المرتقبة في مهرجان طبخ بالأردن، الذي سيُقام بالتزامن مع استمرار المجاعة في غزة. واعتبروا الفيديو محاولة واضحة لتبرير مشاركته في هذا الحدث، رغم أن الغالبية العظمى من سكان القطاع لم تصلهم أي مساعدات فعلية.
الناشطون شددوا على أن ما فعله الشيف “ليس مجرد تزييف للواقع، بل خيانة لوجع الناس”، مشيرين إلى أن الضحايا لا يطلبون مشاركة الحزن، بل “عدم خيانة الألم بأعذار احتفالية”.
ورغم محاولات بعض وسائل الإعلام الأردنية ترويج أن هناك مساعدات إنسانية كافية وصلت إلى غزة، أكدت شهادات صحفيين وناشطين داخل القطاع أن ما تم إدخاله لم يغير شيئًا على الأرض. وعلّق أحد النشطاء:”الإعلام الأردني يحاول منذ أيام الترويج لفك الحصار، لكن الحقيقة أن غزة ما زالت تموت جوعًا.”
وحتى اللحظة، لم يصدر عن الشيف أبو جوليا أي رد رسمي على هذه الانتقادات، بينما يواصل المستخدمون على مختلف المنصات مطالبته بسحب الفيديو والتوقف عن تبرير مشاركته بمهرجانات خارجية على حساب دماء ومآسي شعبه.
من هو أبو جوليا؟
محمد اسبيتة المعروف باسم أبو جوليا، طاهٍ فلسطيني ونجم مواقع التواصل الاجتماعي، وُلد ونشأ في قطاع غزة قبل أن يغادر إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث بدأ عمله في الترجمة ثم خاض تجربة الطبخ الاحترافي في مطعم الشيف البريطاني الشهير جيمي أوليفر.
واشتهر بفيديوهات الطبخ التي جذب من خلالها ملايين المتابعين، لكنه طوال فترة الحرب والكارثة التي تعيشها غزة، استمر في نشر فيديوهات الطبخ متجاهلًا معاناة شعبه الحقيقية، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة على منصات التواصل، حيث اعتبره الكثيرون منفصلًا عن الواقع ومساهمًا في تضليل الرأي العام بدلاً من أن يكون صوتًا للمظلومين.