أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة تسببت بتدمير أو تضرر 92% من منازل السكان، ما أدى إلى تشريد واسع النطاق ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
وذكرت “أونروا”، عبر صفحتها الرسمية على منصة “إكس”، أن العائلات في غزة تواجه “دماراً لا يمكن تصوره”، مشيرة إلى أن غالبية السكان تهجروا مرات عديدة والمأوى أصبح نادراً، وسط تصاعد القصف.
تضرر منازل السكان بفعل الحرب
وفي تقرير صحفي، أكدت الأونروا أن القوات الإسرائيلية صعدت من عملياتها الجوية والبرية والبحرية منذ ليلة 17 مارس/آذار، ما فاقم من الكارثة الإنسانية ورفع عدد الضحايا، إلى جانب التدمير الواسع للمستشفيات، والمدارس، والمباني السكنية، ومراكز الإيواء.
وأشارت الأونروا إلى تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC) الصادر في 12 مايو/أيار 2025، والذي كشف أن سكان قطاع غزة بأكمله مهددون بمجاعة حادة خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر 2025، نتيجة الحرب، النزوح، وانعدام الوصول إلى المساعدات.
تهجير جماعي يغطي ثلثي مساحة القطاع
وأصدرت القوات الإسرائيلية منذ 18 مارس/آذار أكثر من 23 أمر تهجير شملت ما يقرب من 146 كيلومترًا مربعًا، أي ما يزيد عن ثلثي مساحة القطاع.
وأفادت الأمم المتحدة أن محافظة رفح بالكامل أصبحت ضمن المناطق المحظورة، إلى جانب معظم مناطق شمال غزة، غزة، خان يونس، ودير البلح.
وبحسب التقديرات، نزح أكثر من 436 ألف فلسطيني مجددًا بعد انهيار التهدئة الأخيرة، بينما بلغ عدد المهجرين الكلي نحو 1.9 مليون شخص – أي 90% من سكان غزة – كثيرون منهم نزحوا أكثر من عشر مرات.
استئناف العدوان بعد خرق الاتفاق
وفي 13 مايو/أيار، وسّعت قوات الاحتلال عملياتها لتشمل أحياء جديدة شمال غزة، بينها جباليا، النزهة، تل الزعتر، والسلام، حيث تقع 26 منشأة تابعة للأونروا.
وبذلك، ارتفع عدد منشآت الأونروا الواقعة تحت أوامر التهجير أو ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية إلى 132 منشأة.
واستأنفت إسرائيل عدوانها الشامل على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف مؤقت دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وُقّع في 19 يناير/كانون الثاني.
ورغم سريان التهدئة، واصلت إسرائيل خرق بنود الاتفاق طوال فترة وقف إطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول أوروبية، تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة.
ووفق إحصاءات رسمية، أسفرت الحرب عن استشهاد وإصابة أكثر من 174 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود حتى الآن.
