معالجات اخبارية
أخر الأخبار

حذف بيان الأزهر عن غزة يكشف تلاعب الدولة بالموقف الإنساني

في مشهد يعكس تناقضاً صارخاً بين الحق الإنساني والمصالح السياسية، تعرّض شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، لضغوط قوية ومكثفة من جهات عليا في الدولة المصرية، أجبرته على سحب بيان أصدره الأزهر يدين المجاعة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.

حذف بيان الأزهر عن غزة

البيان الذي حمل صوت الحقيقة والإنسانية نُشر عبر منصات إعلامية مصرية رسمية، لكنه سرعان ما تم سحبه بشكل مفاجئ بعد ساعات من صدوره بحجة “التعديل”، في خطوة أثارت صدمة واستنكاراً كبيرين.

وهذه الخطوة لم تكن سوى استجابة لضغوط سياسية من أعلى هرم السلطة، تهدف إلى حماية “المسار الدبلوماسي” الذي تتبناه القاهرة، على حساب الحقيقة والواقع المرير الذي يعانيه الفلسطينيون.

وضعت السياسة المصرية مصلحتها الدبلوماسية فوق حياة ملايين الفلسطينيين المحاصرين، مما يفضح ازدواجية الخطاب الرسمي المصري الذي يدعي الوساطة وحل النزاع، لكنه يرفض حتى التعبير الصريح عن معاناة المدنيين على أرض الواقع.

الأزهر بين حرية التعبير والتنكيل السياسي

ولم يكن الحذف قراراً دينياً داخلياً بل نتيجة طلب سياسي صريح يعكس ضغوطاً متزايدة على الأزهر للانسجام مع سياسة رسمية مترددة ومتناقضة.

وهذا التراجع الصادم عن موقف صريح وحاد يكشف ضعف المؤسسات الدينية الرسمية في مواجهة السياسة، ويطرح علامات استفهام حول مصداقيتها وقدرتها على الدفاع عن قضايا الأمة وحقوق المظلومين.

وفي وقت يئن فيه شعب غزة تحت وطأة المجاعة والحصار والقتل، لم يجد الأزهر، بصفته المؤسسة الدينية الأهم في مصر والعالم العربي، إلا الانصياع لضغوط السلطة، متخلياً عن دوره الروحي والإنساني، ما يعكس واقعاً مؤلماً لدور المؤسسات الدينية التي يفترض بها أن تكون صوت الضمير والحق.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل” بإسناد ودعم أميركي إبادة جماعية مروعة في قطاع غزة، تشمل القتل المتعمد، والتجويع، والتدمير الشامل، والتهجير القسري للسكان المدنيين. هذا العدوان المستمر يتجاهل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف هذه الجرائم الفظيعة.

وأسفر هذا العدوان عن سقوط أكثر من 200 ألف فلسطيني شهيدًا وجريحًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية، وسط مجاعة أزهقت أرواح الكثيرين، لا سيما الأطفال، وتدمير هائل للبنية التحتية في القطاع، ما يترك غزة في حالة من الدمار والخراب غير المسبوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى