إياد سعدي… صوت للتحريض في شبكة أفيخاي لضرب الجبهة الداخلية

تحول إياد سعدي إلى صوت فاعل ونشط في شبكة افيخاي محاولًا بث الشكوك والتحريض ضد المقاومة الفلسطينية، وتأليب الرأي العام عليها.
ويقدم سعدي نفسه على منصات التواصل الاجتماعي بصفته ناقدا مستقلا لكن متابعته عن كثب تكشف عن خط تحريري منحاز بوضوح إلى الرواية الإسرائيلية، بل ومتورط في ما يمكن وصفه بالحرب النفسية ضد المقاومة الفلسطينية.
ينشط سعدي خصوصًا على منصتي فيسبوك وإكس (تويتر سابقًا)، ويظهر في أحيان متكررة ضيفًا على غرف دردشة عبر تطبيق Clubhouse، حيث يشارك في نقاشات حول الوضع في غزة، لكن جلّ مشاركاته تتمحور حول فكرة واحدة: تحميل المقاومة مسؤولية الحرب والدمار، والترويج للرواية الإسرائيلية حول “ضرورة القضاء على حماس لحماية المدنيين”.
نماذج من خطاب التحريض وبث الفتن
منشورات إياد سعدي تحمل نمطًا واضحًا من الرسائل الموجهة، تتضمن ثلاثة محاور أساسية:
اتهام المقاومة بأنها السبب الوحيد في الحرب والمعاناة
ففي منشور له بتاريخ 21 يونيو 2025، كتب سعدي: “المقاومة تتلاعب بدماء الناس، ولا يهمها كم من الأبرياء يُقتلون. لو كانت حماس تريد مصلحة غزة حقًا لقبلت أي هدنة، لكنها تريد السلطة فقط.”
هذا النوع من الخطاب يتجاهل تمامًا جرائم الاحتلال، ويوظف مأساة المدنيين لتأليب الغزيين على مقاومتهم، وهو بالضبط ما تريده الماكينة الدعائية الإسرائيلية.
تشويه صورة قادة المقاومة وتصويرهم كأمراء حرب: ففي سلسلة تغريدات على منصة إكس يوم 15 مايو 2025، زعم سعدي أن قيادات حماس تعيش في رفاهية خارج غزة، بينما يترك الغزيون لمصيرهم تحت القصف، قائلاً: “قيادات المقاومة يعيشون في فنادق الدوحة وإسطنبول، بينما أطفال غزة يموتون كل يوم. هذه ليست مقاومة، بل مافيا دماء.”
وهذه الرواية تتطابق تمامًا مع سردية الاحتلال الذي يروّج باستمرار لفكرة أن قادة حماس يختبئون أو يعيشون في الخارج هربًا من المسؤولية، في محاولة لفصل المقاومة عن حاضنتها الشعبية.
بث الفتنة داخل المجتمع الفلسطيني: إذ أن أخطر ما في خطاب سعدي محاولته اللعب على التناقضات الداخلية، إذ يروّج لفكرة أن جزءًا من المجتمع في غزة قد بدأ “يثور” على المقاومة.
ففي مداخلة له في مساحة صوتية عبر Clubhouse يوم 2 يونيو 2025، قال: “هناك رفض شعبي صامت يتزايد داخل غزة ضد حماس، الناس تعبوا من الموت والحصار. قادمًا الأيام ستشهد حركة شعبية أكبر ضدهم.”
مثل هذه الادعاءات تصب مباشرة في خدمة الاحتلال، الذي يحاول ترويج أن الفلسطينيين في غزة أصبحوا أعداء للمقاومة، تمهيدًا لتبرير أي تحرك عسكري أو سياسي ضد القطاع.
أداة في شبكة أفيخاي
إياد سعدي ليس حالة فردية منعزلة، بل هو جزء عضوي من شبكة أوسع تعرف بين الفلسطينيين بشبكة أفيخاي، نسبة إلى أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتضم هذه الشبكة فلسطينيين يعيشون في الخارج أو في الداخل المحتل، يعملون على:
ترويج الرواية الإسرائيلية بلغة عربية وأسلوب فلسطيني.
ضرب ثقة الناس بالمقاومة وتصويرها كمصدر دمار ومعاناة.
التشكيك في الخطاب الوطني المقاوم وربطه بالمصالح الشخصية أو الخارجية.
وخطورة هؤلاء تكمن في أنهم يستخدمون هوياتهم الفلسطينية، وخلفياتهم الغزية أو الضفاوية، كي يمنحوا خطابهم مصداقية شكلية أمام الجمهور العربي والفلسطيني.
ما وراء الخطاب… أهداف سياسية
خطاب إياد سعدي وأمثاله لا يمكن اعتباره مجرد حرية تعبير أو اجتهاد شخصي. بل هو جزء من معركة أكبر تخوضها إسرائيل وأجهزتها الأمنية ضد المقاومة.
فالاحتلال يدرك أن المقاومة ليست مجرد أجنحة عسكرية أو صواريخ، بل فكرة متجذرة في وجدان الشعب الفلسطيني، ولهذا يحرص على تفكيك هذه الفكرة وتشويه رموزها.
ويستفيد الاحتلال من أصوات مثل سعدي في عدة جوانب:
ضرب الروح المعنوية للفلسطينيين.
تبرير استمرار العدوان على غزة.
إظهار أن المقاومة لا تمثل الشعب الفلسطيني.
تهيئة الأرضية لحلول سياسية تفرضها إسرائيل وحلفاؤها.
وعليه فإن إياد سعدي يُعد اليوم من أبرز الوجوه التي تستخدمها شبكة أفيخاي لشن حرب نفسية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته. منشوراته، وتغريداته، ومداخلاته الإعلامية، ليست مجرد آراء فردية، بل هي جزء من ماكينة دعائية منظمة تهدف إلى زعزعة صمود الغزيين، وتشويه صورة المقاومة، وتهيئة الأجواء لتصفية القضية الفلسطينية سياسيًا.