تحليلات واراء

الغارديان: حماس لا تزال تتمتع بحضور قوي في غزة

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا تزال تتمتع بحضور قوي في قطاع غزة رغم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت اكثر من 15 شهرا.

وأبرزت الصحيفة أن من بين العوامل العديدة التي ستحدد مصير وقف إطلاق النار الهش في غزة، فإن أحد أصعب العوامل التي يمكن قياسها والتنبؤ بها هو مستوى الدعم الشعبي لحماس.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في يوم الاثنين هددت حماس بتأخير إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب الصحيفة فإن حالة عدم اليقين التي تسود المنطقة بعد مرور أكثر من نصف المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي تستمر ستة أسابيع، من شأنها أن تزيد من تعقيد المحادثات بشأن المرحلة الثانية الأكثر صعوبة. كما أنها تعرض للخطر وقف القتال المدمر وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة والتي أصبحت ممكنة بفضل الهدنة.

ويعتقد بعض المحللين أن حماس قدمت في البداية التنازلات التي ساعدت في التوصل إلى وقف إطلاق النار جزئيا لأنها حساسة للرأي العام بين الفلسطينيين في غزة ، وأدركت أن استمرار الصراع قد يسبب لها أضرارا دائمة.

وينطبق الأمر نفسه على وقف إطلاق النار الهش، حيث تحرص حماس على الحصول على الفضل في استمرار الهدوء وتجنب اللوم في حالة العودة إلى الحرب.

وأكدت الغارديان أن حماس لا تزال تتمتع بحضور قوي في غزة على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بها نتيجة للهجوم الإسرائيلي.
ونبهت إلى أنه تم التخطيط بعناية لعمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين المتعاقبة لإظهار القوة العسكرية للحركة.

كما أن حماس نشرت أيضاً مئات المسؤولين من السلطات البلدية لإزالة الأنقاض، وإعادة تأهيل العيادات، وإعادة فتح المدارس، ومراقبة الأسواق.
ويقول عمال الإغاثة في غزة إن العديد من الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم قبل الحرب في الإدارة المحلية عادوا إلى مناصبهم.

وقال أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي “لقد أصبح أفراد حماس ظاهرين في الشوارع. وعادت الشرطة إلى العمل وتجوب الشوارع الرئيسية. كما أعادت الوزارات فتح أبوابها. ويبدو الأمر وكأن الحرب لم تحدث قط في بعض النواحي”.

ولفتت الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي في الشارع الفلسطيني بما في ذلك في غزة تظهر أن حماس لا تزال الحزب الأكثر شعبية.

كما أن الاستطلاعات تظهر أن سكان غزة ــ نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً ــ “على استعداد للتضحية من أجل أرضهم وسيادتهم، بما في ذلك القتال والموت، حتى على حساب سلامة وأمن عائلاتهم … أو الوعد بحياة أفضل في مكان آخر”.

وفي أعقاب وقف إطلاق النار الشهر الماضي مباشرة، أعرب السكان في غزة عن فخرهم بصمود حماس في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن صلاح أبو رزق، وهو عامل في مصنع يبلغ من العمر 58 عاماً قوله: “أذكر لي دولة واحدة تستطيع الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية لمدة 15 شهراً”.

وأشاد أبو رزق بحماس لمساعدتها في توزيع المساعدات على الجياع في غزة أثناء الحرب ومحاولتها فرض قدر من الأمن، ووصف حماس بأنها “فكرة” لا يمكن القضاء عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى