تحريض وشتائم بحق الشهداء.. سقوط أخلاقي مدوٍّ لأمجد أبو كوش

في منشورٍ فجٍّ أثار موجة من الغضب، كتب أمجد أبو كوش الذي يقدّم نفسه كناشط فلسطيني “مستقل” عبارة كشفت تمامًا ما آل إليه خطابه:”لما تدخل معركة بدايتها تكون بتقول فيها إنك بدك تحرر الأقصى، وختامها تتحول لكلب آثر بيبحث عن جثت الرهائن ليسلمهم وينجو بنفسه.. وقتها ما بتكون مقاوم ولا مجاهد ولا نيلة الي تنيلك، بتكون بس عبارة بهيم وساذج وغبي، بتستاهل المحاكمة بالأحذية في الميادين العامة.”
منشور واحد كان كافيًا ليختصر مسار الانحدار الذي سلكه أمجد أبو كوش منذ أشهر حرب الإبادة على غزة، حين تحوّل تدريجيًا من ناشط رقمي إلى أحد الأصوات التي تردد رواية الاحتلال الإسرائيلي وتسوّق دعايته بلسانٍ محلي.
منشورات أمجد أبو كوش
وعلى مدار الحرب، لم يتوقف أبو كوش عن مهاجمة المقاومة الفلسطينية بعنف، متهمًا إياها بأنها “تستخدم المدنيين كدروع بشرية”، ومعتبرًا أن عملية السابع من أكتوبر كانت “خطأ كارثيًا”، وأن من خطط للعملية هو “أكبر جاسوس في العالم”، في تكرار مباشر لخطاب جيش الاحتلال الذي يبرر المجازر تحت ذريعة “حق الدفاع عن النفس”.
وفي أكثر من منشور، سخر من استشهاد المقاومين وقتل الجنود الإسرائيليين، واعتبر أن ما يجري في معارك الشوارع “ليس إنجازًا” بل “قتال من أجل علب فول”، وهي عبارات استُقبلت باستياء واسع لأنها تقلل من تضحيات آلاف الشهداء وتصور الكفاح الفلسطيني وكأنه عبث لا جدوى منه.
تمويل أمجد أبو كوش
ويبدو أن أبو كوش، الذي يحاول الظهور بمظهر “صاحب الرأي المستقل”، تجاوز منذ وقت طويل حدود النقد السياسي إلى الاصطفاف الكامل مع خطاب الاحتلال، فمضمون منشوراته لا يترك مجالًا للالتباس فهو يحمّل المقاومة مسؤولية المآسي، ويصوّرها كجماعة “متهورة” جرّت غزة إلى الدمار، بينما يتجاهل بالكامل أن الحرب التي يبررها الاحتلال استهدفت المدنيين في بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم.
وكانت قد كشفت تسريبات وتقارير صحفية أوروبية في ديسمبر 2022 أن أبو كوش تلقى دعمًا من كيان مرتبط بالاستخبارات الهولندية ضمن مشروع يهدف إلى “نزع شرعية المقاومة الفلسطينية”، كما أشارت مصادر فلسطينية إلى مشاركته في حلقات مغلقة ينظمها “منتدى التعاون الإقليمي” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وهذه الاتهامات، التي لم يقدّم أبو كوش ردًا مقنعًا عليها، أضافت بعدًا جديدًا للجدل حوله، خصوصًا مع تزايد ظهوره في وسائل إعلام عربية محسوبة على دول التطبيع لتكرار سرديات الاحتلال بلغة “نقد ذاتي”.
أمجد أبو كوش وشبكة أفيخاي
ومع مرور الوقت، صار اسمه يتردّد ضمن ما يُعرف بـ”شبكة أفيخاي”، وهي منظومة دعائية رقمية منسوبة لجيش الاحتلال تستهدف الوعي الفلسطيني عبر مؤثرين محليين يتحدثون بلهجةٍ “ناقدة” للمقاومة، بينما يعملون على تفكيك روايتها وتشويه صورتها.
وبينما يواصل أبو كوش الظهور في برامج ومنصات عربية لتبرير مواقفه، يرى كثير من المتابعين أن ما يقوم به لم يعد يدخل في إطار “الاختلاف السياسي”، بل في نطاق الدعاية المنظمة التي تبرر القتل الجماعي وتعيد إنتاج السردية الإسرائيلية.





