
شهد مفترق السرايا ومنطقة الرمال في مدينة غزة، عصر اليوم، هجومًا واسعًا نفذه مجموعة من اللصوص والبلطجية الذين استغلوا حالة الفوضى ليهاجموا الممتلكات العامة ويعيثوا خرابًا في الشوارع، مهددين الأمن والاستقرار.
فوضى مفبركة بحماية الاحتلال
وفي محاولة لاستعادة السيطرة ووقف خراب اللصوص والبلطجية، تدخلت وحدة “سهم” الأمنية بسرعة وحسم، وبدأت بملاحقة المعتدين للحد من الفوضى وحماية الممتلكات العامة وأمن المواطنين.
لكن تصعيدًا خطيرًا ومفاجئًا وقع حين تدخل طيران الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف مجموعة من المواطنين الذين كانوا يحاولون ضبط اللصوص، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 7 فلسطينيين وإصابة عشرات المدنيين العزل، بينهم نساء وأطفال أبرياء.
ويؤكد هذا الاستهداف الجبان أن الاحتلال لا يقاتل الفوضى، بل يحمي اللصوص والبلطجية ويستخدم القصف كغطاء لتثبيت حالة الفوضى وزعزعة الأمن في قلب غزة.
الاحتلال راعٍ للفوضى وحامي لصوص غزة
وما جرى يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعمل فقط على القصف العسكري المباشر، بل يستغل هذه الفوضى لتأجيجها، حمايةً للسرقات والفوضى التي تهدد أمن غزة.
والاحتلال واللصوص والبلطجية هم وجهان لعملة واحدة تعمل على هدم النسيج المجتمعي الفلسطيني، وإن هذه الحوادث تحمل في طياتها تحذيرًا واضحًا من محاولات الاحتلال وأذنابه لإضعاف غزة داخليًا عبر دعم الفوضى والفساد.
من هي وحدة “سهم”؟
وحدة “سهم” هي قوة شرطية جديدة أنشأتها وزارة الداخلية في غزة بهدف ضبط الأسواق وتأمين الاستقرار الاجتماعي في القطاع.
وتتكون الوحدة من دمج تشكيلات شرطية مختلفة وقوات تدخل سريع، مع فتح باب التطوع للشباب، لتكون سداً منيعاً أمام محاولات زعزعة الأمن، مثل الاحتكار وارتفاع الأسعار، وقطع الطرق، والسرقات.
وتعمل الوحدة على حماية الأسواق ومخازن التجار، فضلاً عن تأمين قوافل المساعدات وضمان وصولها للمواطنين، وتتصدى بحزم لكل من يحاول استخدام العنف أو رفع السلاح، للحفاظ على النظام وضمان حياة كريمة للمواطنين في ظل الظروف الصعبة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، عدوانها الوحشي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مستخدمةً البر والبحر والجو في هجوم مستمر. وأسفر هذا العدوان حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 177 ألف فلسطيني، في حصيلة مرعبة لا تزال غير نهائية، مع بقاء آلاف الضحايا تحت ركام الأنقاض.