في واحدة من أبشع صور التواطؤ الإقليمي مع جريمة التجويع الإنسانية، يواصل النظام المصري إغلاق معبر رفح في وجه المساعدات الإنسانية، بينما تسجل غزة أعلى مستويات المجاعة في تاريخها الحديث، ويموت الأطفال تباعًا جوعًا أمام أنظار العالم.
وخلال أقل من 24 ساعة، استشهد 3 أطفال نتيجة سوء التغذية الحاد، فيما حذّرت وزارة الصحة في غزة من أن 650 ألف طفل آخر معرضون للموت إذا استمر الحصار وامتنع إدخال الغذاء.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد استشهد حتى الآن 71 طفلاً بسبب الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، والتواطؤ المصري الذي يغلق معبر رفح، مكرّسًا جريمة التجويع بحق سكان غزة.
مساعدات تنتظر الموافقة
وفي ما يتعلق بالمساعدات، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن لديها مخزونًا غذائيًا كافيًا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال في المستودعات ينتظر السماح بدخوله.
وأكدت “أونروا” أن هذه الإمدادات، ومنها ما هو مخزن في مستودع بمدينة العريش المصرية، جاهزة للتوزيع، مشيرة إلى أن الأنظمة اللوجستية قائمة، ودعت إلى فتح المعابر ورفع الحصار، مؤكدة أنها مستعدة للقيام بواجبها الإنساني ومساعدة السكان، ومنهم مليون طفل.
مجزرة التجويع تتسع
وفي الوقت الذي يُجبر فيه سكان غزة على البحث عن مأكل ومشرب وسط الحصار، تصف وزارة الصحة الحالة الطبية للمجوعين بأنها كارثية، مع تدفق أعداد غير مسبوقة إلى أقسام الطوارئ، يعانون من إجهاد وإعياء شديدين، وتُنذر الوزارة بأن مئات من هؤلاء النحيلين أجسادهم معرضون للموت المحتّم بسبب الجوع.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد خلف هذا العدوان أكثر من 199 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة مستمرة تُزهق أرواح الكثيرين، وسط دمار واسع شمل معظم أرجاء القطاع.
وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية، يبقى النظام المصري شريكًا صامتًا في جريمة التجويع، بينما يُغلق معبر رفح الذي كان يومًا شريان حياة لأهل غزة، ليصبح بوابة موت بطيء يُضاف إلى قائمة الجرائم ضد الإنسانية.
