تحليلات واراء

تحريض شبكة أفيخاي: تزييف الحقائق واستغلال مقاومي رفح المحاصرين سياسياً

تشهد الساحة الإعلامية منذ أيام حملة ممنهجة تشنها حسابات مرتبطة بشبكة أفيخاي، تهدف إلى استغلال قضية شباب المقاومة المحاصرين في رفح لمزايدات سياسية رخيصة، واتهام حركة حماس والوفد المفاوض بالتخلي عن أبنائها، رغم أن الحقيقة العملية والجهود المبذولة على الأرض تكشف عكس ذلك تمامًا.

فعلى مدار أكثر من شهر كامل، قامت المقاومة والوفد المفاوض بمحاولات حثيثة للتواصل مع الوسطاء، وتقديم مقترحات متعددة لضمان سلامة الشباب المحاصرين، وسط ظروف معقدة للغاية فرضها الاحتلال الإسرائيلي، الذي رفض حتى اللحظة أي مقترح عملي يتعلق بإخلاء هؤلاء الشباب أو حماية حياتهم.

وقد ركزت الحسابات المرتبطة بشبكة أفيخاي على المزايدات الرخيصة دون الرجوع إلى الوقائع الميدانية بهدف واضح هو التحريض السياسي وتشويه صورة المقاومة، خصوصًا حركة حماس، التي لعبت دورًا محوريًا في الضغط على الوسطاء والعمل على إيجاد حلول ممكنة ضمن الحدود المتاحة.

ففي الوقت الذي كانت فيه المقاومة تبذل كل جهد ممكن لإنقاذ الشباب المحاصرين، ظلت هذه الحسابات تمارس ضغوطًا على الحركة لقبول اتفاق وقف إطلاق النار بأي ثمن، ثم، بعد تحقيق الاتفاق، تتحول لتوجّه الاتهامات لها بأنها “تخلت عن أبنائها”، في تناقض صارخ يظهر الهدف الحقيقي من هذه الحملات: المزايدة السياسية الرخيصة وتشويه سمعة المقاومة.

شبكة أفيخاي ويكيبيديا

لا يمكن فصل هذه الحملة عن سياقها الأوسع، إذ تأتي في وقت يشهد فيه الوسط الإعلامي تزايدًا ملحوظًا في محاولات الضغط على المقاومة عبر شبكات إلكترونية مدفوعة، تهدف إلى خلق أزمة ثقة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.

وتتجاهل هذه الحسابات الحقائق الأساسية، مثل أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن حصار الشباب وإضعاف جهود الوساطة، وأن رفضه المتكرر لأي مقترح لحماية المحاصرين كان العقبة الأساسية أمام أي حل.

كما أن هذه الحملات الإعلامية تنطوي على استغلال عاطفي وقح، إذ يتم تقديم الشباب المحاصرين كضحايا لتقصير المقاومة، بينما الواقع يُظهر أن المقاومة بذلت جهودًا متواصلة لضمان سلامتهم، ضمن حدود الإمكانيات والضغط العسكري والسياسي المفروض عليها.

بل إن شبكة أفيخاي تتجاهل حقيقة أن أحد المقاومين المحاصرين في رفح هو نجل عضو وفد حماس المفاوض غازي حمد والذي أعلن عن استشهاده في قصف إسرائيلي مجرم.

ويشبه هذا الأسلوب الإعلامي الرخيص يشبه إلى حد كبير محاولة تحويل الضحايا إلى أداة للمزايدات السياسية، في تجاهل كامل لمسؤولية الاحتلال وجرائمه المستمرة.

مرتزقة أفيخاي ادرعي

من الناحية العملية، يظهر أن المقاومة كانت تحرص على استغلال كل القنوات الممكنة، بما فيها الوسطاء الدوليين، لضمان إخراج الشباب من مناطق الخطر، رغم القيود الشديدة التي فرضتها قوات الاحتلال.

وقد واجهت هذه الجهود رفضًا متكررًا، مما يوضح أن الاتهامات الموجهة إليها عبر حسابات شبكة أفيخاي لا تستند إلى أي أساس واقعي، بل هي مجرد جزء من استراتيجية التحريض على المقاومة وتشويه صورتها أمام الرأي العام العربي والدولي.

وبينما تحاول حسابات مرتزقة شبكة أفيخاي إعادة إنتاج سيناريو المزايدة السياسية على حساب دماء المقاومين، فإن الواقع يكشف أن المقاومة، وعلى الرغم من كل الضغوط، حافظت على دورها الوطني والإنساني، وسعت بجدية لحماية أبنائها ضمن الإمكانيات المتاحة.

ويظهر ذلك أن الاتهامات التي تروج لها شبكة أفيخاي ليست سوى حملة تحريضية تهدف إلى تشويه المقاومة، في حين أن الواقع يظهر الجهود الكبيرة التي بذلتها حماس لإنقاذ شبابها، والتعامل مع قضية محاصرتهم ضمن أضيق الحدود الممكنة.

فالمسؤولية الأساسية عن استمرار الحصار والتهديدات المباشرة لحياة الشباب تقع على الاحتلال، الذي يرفض الالتزام بالبنود الموقعة في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد خلق مأزق إنساني يضغط على المقاومة سياسيًا وإعلاميًا.

وبينما يواصل مرتزقة شبكة أفيخاي اعتماد أسلوب المزايدة الرخيص والتحريض الواضح، فإن ذلك يسلط الضوء على أهمية التمييز بين الدعاية المعادية والحقائق الميدانية، ويؤكد أن المسؤولية عن حياة المحاصرين تقع أولًا على الاحتلال، وأن المقاومة، رغم كل الحملات التحريضية، تظل ملتزمة بواجبها الوطني والإنساني تجاه أبنائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى