
في تطور هو الأخطر منذ بداية التصعيد الإقليمي، اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة بأن منشأة نفطية في مدينة حيفا المحتلة تعرضت لهجوم صاروخي مباشر من جانب إيران، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مستوطنين على الفور، وإصابة عشرات آخرين.
المنشأة المستهدفة تعود لشركة “بازان” لتكرير النفط، والتي تعد من أعمدة قطاع الطاقة لدى الاحتلال. وقد تسبب الهجوم في اندلاع حريق واسع داخل مجمع الشركة، ما دفع الإدارة إلى الإعلان عن تعليق العمليات بشكل كامل، وسط حالة من الفوضى والذعر في صفوف العاملين.
شركة بازان توقف الإنتاج وتعلّق تداول أسهمها
وعلى إثر الهجوم، أعلنت شركة “بازان” إيقاف العمل في جميع منشآتها في خليج حيفا، مؤكدة أن الأضرار طالت البنية التحتية الحيوية للمصفاة.
وذكرت أنها علّقت تداول أسهمها في بورصة تل أبيب نتيجة حالة الغموض وعدم استقرار الأوضاع، بانتظار تقييم شامل للأضرار المادية والتقنية.
الشركة، التي تنتج أكثر من نصف احتياجات “إسرائيل” من الديزل والبنزين، تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد والطاقة، ويُتوقع أن يؤدي توقفها إلى تأثيرات فورية على قطاع النقل والكهرباء.
وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية ارتفاع حصيلة قتلى الهجمات الإيرانية الأخيرة إلى 11 شخصًا، وإصابة ما لا يقل عن 287 مستوطنًا، ليرتفع إجمالي القتلى منذ بداية الضربات المتبادلة إلى 24. ويُعتقد أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة في ظل استمرار الضربات.
معهد وايزمان في مرمى النيران
وفي ضربة رمزية وعلمية كبيرة، استهدفت صواريخ إيرانية معهد وايزمان للعلوم الواقع جنوب تل أبيب، وهو من أبرز المراكز البحثية في “إسرائيل”.
وذكرت مصادر إعلامية عبرية أن إحدى الضربات أصابت مبنى “أندريه ديلورو” المتخصص في أبحاث الكيمياء والمواد المتقدمة.
وقد أسفر الهجوم عن تدمير كبير في البنية التحتية للمعهد، واندلاع حرائق في المختبرات، وسط غياب بيان رسمي من الحكومة حول مستوى الأضرار.
ويُعد هذا الهجوم انتكاسة للمؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية، لا سيما وأن المبنى يضم مختبرات ذات حساسية عالية، منها غرف نظيفة بمواصفات متقدمة ومختبرات مجهر إلكتروني معزولة.
ما هو معهد وايزمان؟
وتأسس معهد وايزمان في ثلاثينيات القرن الماضي، ويُعد أحد الأعمدة العلمية في إسرائيل، يضم أكثر من 2500 موظف، ويقدم برامج ماجستير ودكتوراه في تخصصات دقيقة مثل الفيزياء، الكيمياء، والذكاء الاصطناعي.
كما يساهم بشكل مباشر في تطوير تقنيات عسكرية متقدمة لصالح جيش الاحتلال، منها الطائرات المسيّرة، أنظمة التوجيه الذكي، وأدوات الحرب الإلكترونية.
والهجوم على هذا المعهد يُنظر إليه كصفعة مزدوجة للمنظومة الأكاديمية والعسكرية في آنٍ واحد، ويثير تساؤلات حول قدرة الاحتلال على تأمين مراكزه الحساسة في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية.
تعطّل مصادر الطاقة وتعقيدات جديدة في إنتاج الكهرباء
وفي سياق متصل، كشفت تقارير اقتصادية عن أوامر حكومية بوقف الإنتاج في منصتي “كاريش” و”ليفياثان” للغاز، وهو ما فاقم أزمة الطاقة بعد خروج منشآت بازان عن الخدمة.
وقد تم تكليف شركة “نوجا” الحكومية برفع إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر بديلة، رغم ارتفاع تكلفتها وتلويثها للبيئة.
منصة “تمار” بقيت المصدر الوحيد لتغذية السوق المحلية، وسط تحذيرات من عجز في تلبية الطلب على الطاقة خلال الأيام المقبلة.
الهجمات الإيرانية الأخيرة لم تقتصر على الأهداف العسكرية فقط، بل ضربت في صميم البنية التحتية الاقتصادية والعلمية لدولة الاحتلال.
وبينما تحاول السلطات احتواء الموقف إعلاميًا، تبدو التحديات الأمنية والاستراتيجية أكبر من قدرة النظام على الاستجابة السريعة، وسط تصاعد حالة الذعر في الداخل الإسرائيلي.