حسام خلف.. عضو شبكة أفيخاي في مهمة “تفكيك” الجبهة الداخلية

يبرز حسام خلف باعتباره أحد أعضاء “شبكة أفيخاي” التي تضم مجموعة من الشخصيات الفلسطينية والعربية الناشطة في تمرير الرواية الإسرائيلية ومحاولة تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية عبر خطاب يبدو في ظاهره “مستقلًا” أو “محايدًا”، لكنه في جوهره يعيد إنتاج دعاية الاحتلال.
وقد تحول حسام خلف إلى أحد أكثر وجوه هذه الشبكة حضورًا في الخطاب التحريضي ضد المقاومة، والمتماهية بشكل شبه كامل مع اللغة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
من هو حسام خلف؟
حسام خلف المعروف بلقب “المخ” عرف أولا بإنتاج أغاني شعبية في قطاع غزة وقد موله القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان لإنتاج أعمال غنائية ضد حركة “حماس” وفصائل المقاومة بدعم انتقاد الوضع المعيشي الناتج عن حصار غزة.
لاحقا هاجر خلف إلى أوروبا وأكمل طريقه كصوت مأجور لم يدفع أكثر.
يزعم خلف أنه ينتمي إلى طبقة تحاول تسويق نفسها باعتبارها صوت “العقلانية” و”الواقعية”، لكنه في الواقع يمارس دورًا وظيفيًا في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتبرير السياسات الإسرائيلية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وقد عرف عنه ارتباطه الوثيق بأوساط أمنية وإعلامية موالية للسلطة الفلسطينية، ويتردد اسمه في تقارير عدة كمساهم في حملات التضليل المنهجي على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتقاطع فيها المصالح بين الاحتلال وبعض دوائر النفوذ الفلسطيني.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، انخرط حسام خلف في حملة تحريضية مركّزة ضد فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، مستخدمًا أدوات خطابية قائمة على التشكيك والتقزيم والتشويه.
فبدلاً من توجيه الانتقاد للعدوان أو مساءلة الاحتلال على جرائمه، سعى خلف إلى تحميل المقاومة المسؤولية الكاملة عن الحرب، بل وتعمّد نشر الإشاعات حول “خداع الناس” و”الزجّ بالسكان إلى الجحيم”، وهي عبارات تستنسخ حرفيًا ما تردده الناطقة باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، بشكل دوري.
في أحد منشوراته، كتب خلف: “من يرفضون وقف الحرب يريدون استمرار الموت… المقاومة التي اختطفت غزة تسوقنا نحو المذبحة”، في تكرار للمزاعم الإسرائيلية بأن المقاومة “تستخدم المدنيين دروعًا بشرية”، بينما يتجاهل كليًا عشرات المجازر الإسرائيلية ضد النساء والأطفال.
تطابق مع دعاية الاحتلال
اللافت في أنشطة حسام خلف الإعلامية هو التطابق شبه التام بين محتوى منشوراته على فيسبوك وتويتر، وبين اللغة الرسمية التي يتبناها الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام العبرية.
فمثلًا، حينما أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن صد محاولة توغل إسرائيلية شرق رفح، سارع خلف للتشكيك في صحة البيان، واصفًا ذلك بأنه “مسرحية لتضليل الناس”، وهي الرواية نفسها التي تبنّاها موقع “واي نت” العبري.
وفي الأيام التي سبقت مجازر مثل مجزرة النصيرات أو مستشفى الشفاء، تعمّد خلف نشر معلومات مضللة تُمهّد لتبرير العدوان، مثل زعمه أن “المقاومة تتحصن في المستشفيات”، وأن “القيادة العسكرية للمقاومة اختفت وتخلت عن السكان”، وهي عبارات ثبت لاحقًا أنها خرجت من مطبخ الإعلام الحربي الإسرائيلي.
هجوم منظم على الجبهة الداخلية
إحدى السمات الأبرز في نشاط حسام خلف هي محاولة تقويض صمود الجبهة الداخلية في غزة عبر نشر الإحباط واليأس، والتشكيك في قدرة المقاومة على الصمود.
فهو يهاجم باستمرار “العقيدة القتالية” لفصائل المقاومة، ويُحذّر من “الخراب القادم”، ويصور الأمل كنوع من “العبثية”. هذه اللغة التي تجمع بين السخرية السوداء والبروباغندا، تخدم أهداف الاحتلال في تفتيت المعنويات وتكريس خطاب الاستسلام، وهو ما تسعى إسرائيل جاهدة إلى تحقيقه في موازاة عدوانها العسكري.
وفي إحدى منشوراته كتب: “الذين يتحدثون عن النصر واهمون… هذه معركة خاسرة، والسكان هم ضحاياها الوحيدون”، متجاهلًا أن الاحتلال فشل مرارًا في تحقيق أهدافه العسكرية، رغم مرور شهور على بدء العملية، بل وتكبد خسائر فادحة في رفح وخان يونس.
دور مركزي في شبكة أفيخاي
بحسب تقارير إعلامية وتحليلات رقمية، فإن حسام خلف يُعد أحد المحاور الأساسية في “شبكة أفيخاي”، إلى جانب أسماء مثل معتز العزايزة، وأيمن العالول وأمجد أبو كوش.
وتتميز هذه الشبكة باستخدام أسماء فلسطينية أو عربية لإضفاء “المصداقية الداخلية” على رسائل إسرائيلية يتم ضخها إلى الجمهور الفلسطيني، لا سيما عبر المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وتيك توك.
وتعتمد الشبكة على تقنيات متقدمة في التضليل الإعلامي، من بينها استخدام حسابات مزيفة أو متناسقة، تنسخ وتعيد تدوير منشورات الشخصيات المرتبطة بها، في محاولة لتضخيم أثر الخطاب وترويجه على أنه “رأي عام فلسطيني داخلي”.
وحالة حسام خلف تمثل نموذجًا حيًا على كيف يمكن للخطاب الإعلامي أن يتحول إلى أداة في حرب نفسية تخدم الاحتلال من داخل الصفوف الفلسطينية.
إذ أن نشاطه المكثف في التحريض على المقاومة، وترويج الرواية الإسرائيلية، وتفكيك المعنويات، لا يمكن فصله عن أهداف الاحتلال الإسرائيلي الاستراتيجية في غزة: ضرب الصمود الشعبي، وعزل المقاومة، وإضعاف الحاضنة الداخلية.