
في تصعيد جديد يعكس سياسة الاحتلال الإسرائيلي في ضرب ركائز الأمن والاستقرار داخل قطاع غزة، أعلنت المديرية العامة للشرطة صباح اليوم، استشهاد المقدم زاهر أيمن عليان، مدير مركز شرطة مدينة بيت حانون، جراء غارة جوية استهدفت منطقة قليبو شمال القطاع.
وأكدت المديرية في بيان رسمي أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة استهدافات منظمة ومتعمدة لقادة الشرطة وعناصرها، في محاولة واضحة لتقويض جهاز الأمن الداخلي وبثّ الفوضى وسط المدنيين، في ظل ظروف إنسانية قاسية وحرب إبادة شاملة تشنّها قوات الاحتلال على أكثر من مليوني فلسطيني.
نشر الفوضى وتقويض الأمن
وحذّرت المديرية من أن استمرار استهداف جهاز الشرطة – باعتباره هيئة حماية مدنية – يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين الذين يعتمدون على وجود قوى الأمن في تنظيم شؤون حياتهم اليومية وتقديم الإسناد في ظل الدمار المتواصل.
وقالت المديرية إن الاحتلال يستخدم الغارات الجوية وسلاح الاغتيالات لتدمير مؤسسات الأمن وتفريغ الساحة الداخلية من أي مظلة تحافظ على الحد الأدنى من النظام، ما يعدّ تمهيدًا لمشاريع الفوضى والانفلات الأمني، وهي استراتيجية باتت مكشوفة تسعى من خلالها “إسرائيل” إلى إعادة إنتاج الفوضى كأداة من أدوات السيطرة.
استهداف ممنهج لجهاز الشرطة بغزة
ورغم التضحيات الجسيمة، أكدت المديرية العامة للشرطة أنها ماضية في أداء واجباتها الإنسانية والوطنية، مشددة على أن جرائم الاحتلال لن تُثنيها عن مواصلة حماية أبناء شعبها وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد الممكنة.
كما دعت المديرية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل ووقف هذا المسلسل الإجرامي الذي يستهدف الأجهزة الأمنية والمدنيين على حد سواء، محملةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الجرائم.
وأكدت في ختام بيانها أن تضحيات أفراد الشرطة لن تذهب سدى، بل ستظل منارات تُضيء طريق الصمود والكرامة لشعب يواجه أعتى أشكال الإرهاب المنظم.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن قوات الاحتلال لم تلتزم ببنود الاتفاق، وواصلت خروقاتها طيلة فترة التهدئة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول أوروبية، تنفذ “إسرائيل” حملة إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 173 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.