تحليلات واراء

شبكة أفيخاي تبرر مجزرة مقهى “الباقة” في غزة: سردية زائفة لتبييض جرائم الحرب

كشفت شبكة أفيخاي مجددا عن وجهها القبيح بعد أن سارع أعضائها إلى تبرير مجزرة الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه مقهى “الباقة” في مدينة غزة معتمدين على سردية زائفة لتبييض جرائم الحرب الإسرائيلية.

ففي حادثة مؤلمة أخرى من جرائم الاحتلال في قطاع غزة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي يوم الإثنين 30 يونيو 2025، مقهى “الباقة” قرب ساحل مدينة غزة بقصف مباشر أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، من بينهم أطفال ونساء، وإصابة العديد من آخرين.

الجريمة التي أثارت استنكارًا واسعًا داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، لم تكتف دولة الاحتلال فقط بتنفيذها، بل شرعت شبكات التبرير والدعاية التي تدعم الاحتلال في محاولة لتحريف الحقيقة وتبرير المجزرة البشعة.

تبرير مشروعة قصف مقهى

من أبرز مصادر هذا التبرير، جاءت شبكة “أفيخاي” المعروفة بنشاطها في بث دعايات الاحتلال على منصات التواصل الاجتماعي، حيث باشرت فور وقوع المجزرة في ترويج رواية الاحتلال حول “مشروعية” قصف المقهى، مدعية أن المكان كان يتواجد فيه مقاوم.

لكن الوقائع على الأرض تنفي هذا الادعاء جملة وتفصيلًا. إذ أن مقهى “الباقة” ليس هدفًا عسكريًا، بل هو استراحة شعبية يرتادها المواطنون من أبناء غزة بحثًا عن لحظة هدوء وانفصال عن وقع الحصار المستمر والدمار الذي يحيط بهم من كل جانب.

ففي ظل ظروف الحصار والإبادة المستمرة التي يعاني منها أهل القطاع، شكل هذا المقهى متنفسًا بسيطًا وملجأً مؤقتًا بعيدًا عن رعب القصف.

أما الشاب الذي تم الترويج من شبكة أفيخاي أنه المستهدف في القصف، فهو شخص مدني يعيش حياته اليومية بشكل اعتيادي منذ بدء العدوان، لا يحمل أي سلاح، ولا يمارس أي نشاط عسكري أو مقاوم.

وهو مثال على آلاف المدنيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لسياسة الاحتلال التي ترفض التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وتتعمد استهداف الأبرياء من أجل إرهاب السكان وكسر إرادتهم.

تضليل مفضوح

شبكة “أفيخاي” وغيرها من أدوات الدعاية الإسرائيلية، اعتمدت على تقنيات التضليل الإعلامي، حيث استخدمت صورًا مزيفة، وشهادات مجهولة المصدر، وادعاءات لم تُدعم بأي دليل ميداني مستقل، لتغذية الرأي العام الإسرائيلي والدولي بسردية مغلوطة تفيد بأن القصف جاء ضمن “عملية عسكرية مشروعة” تستهدف “أهدافًا عسكرية” داخل المقهى.

هذه الأساليب ليست جديدة على شبكة أفيخاي التي أسست باتت بشكل علني تنشط كذراع إعلامي ودعائي للاحتلال في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية، متخصصة في تحريف الحقائق، وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وشيطنة كل من يرفض الاحتلال أو يناضل من أجل حريته وكرامته.

وبدلاً من تسليط الضوء على جرائم الاحتلال، تحاول هذه الشبكة تحويل الضحية إلى خصم واتهامها بـ”الإرهاب”.

كما أن التبرير الذي أطلقته هذه الشبكة يأتي في سياق حملة مستمرة لتبرير سياسة الاحتلال التي ترتكب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وارتكاب مجازر متكررة ضد المدنيين في غزة، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.

يُضاف إلى ذلك أن قصف “الباقة” جاء في وقت كانت فيه فرق الإنقاذ تحاول بكل ما أوتيت من قوة وموارد متواضعة انتشال الضحايا والمصابين من تحت الركام، مما يُظهر عمق الوحشية واللامبالاة الإسرائيلية تجاه حياة المدنيين.

هذا التبرير لا يستهدف فقط تغطية جريمة الإبادة بل هو أيضًا محاولة يائسة لإضعاف التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وتقويض الحق في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، من خلال فرض سردية كاذبة تسعى إلى تصوير المدنيين الفلسطينيين على أنهم أهداف مشروعة.

وفي النهاية، لا يمكن لشبكة مثل “أفيخاي” أن تغطي على الحقيقة التي يراها العالم: أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وأن هذه الجرائم لا يمكن تبريرها أو تزيينها بسرديات كاذبة، مهما حاولت أدوات الدعاية أن تروج لها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى