تحليلات واراء

حساب المنخل.. أداة تديرها مخابرات السلطة لتشويه صورة المقاومة

يبرز حساب المنخل كأداة دعائية تدار من قبل جهات استخباراتية مرتبطة بالسلطة الفلسطينية بالتنسيق مع أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، لبث شائعات وترويج أكاذيب هدفها تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحريض الشعب ضدها.

حساب “المنخل” هو حساب مشبوه على منصات التواصل الاجتماعي، بدأ في التوسع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة.

وما يميّز الحساب هو تركيزه المستمر على نشر تقارير ملفقة حول القيادات الميدانية للمقاومة الفلسطينية، وبث شائعات عن خلافات داخلية بين الفصائل الفلسطينية.

ومن خلال هذا الحساب، يتم نشر أكاذيب حول مصير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يُروج لسيناريوهات مفبركة حول المفاوضات مع الاحتلال أو حول التنازلات المزعومة التي تقوم بها المقاومة في صفقات تبادل الأسرى.

بالإضافة إلى ذلك، يروج الحساب بشكل متكرر لنظريات مؤامرة تهدف إلى نشر الإحباط والبلبلة بين الشارع الفلسطيني، مستغلاً حالة الاستقطاب الشديد التي يعيشها المجتمع في ظل الأزمات المتتالية.

المنهج الدعائي المشبوه

ينهج حساب “المنخل” منهجًا دعائيًا يشابه أساليب الحرب النفسية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يهدف إلى تدمير المعنويات الفلسطينية من الداخل.

فبدلاً من التركيز على مواجهة الاحتلال أو على القضايا الإنسانية الحقيقية، يسعى الحساب إلى نشر الأكاذيب والشائعات التي من شأنها إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية، خصوصًا في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتتسم منشورات الحساب بالتركيز على نشر أخبار ملفقة حول المقاومة الفلسطينية، وتعمد إثارة الجدل حول المواقف المختلفة للفصائل، ومحاولة بث الفرقة بين أعضائها.

كما يتعمد الحساب أيضًا تأجيج الخلافات بين القيادات الفلسطينية، مستغلاً الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية لتوظيفها في خدمة أهدافه.

الضابط المسئول عن الحساب: محمود السوالمة

إحدى الشخصيات البارزة في إدارة الحساب هي محمد السوالمة، الذي يُعد أحد العناصر المثيرة للجدل في هذا السياق.

السوالمة، الذي يقيم حاليًا في البرازيل، هو عضو في شبكة من المخبرين التابعين للاستخبارات الفلسطينية، وتتركز مهمته في تصعيد حملات التحريض على المقاومة الفلسطينية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن خلال الحساب، يقوم السوالمة بنشر التقارير المشبوهة وترويجها بين المتابعين، مما يساهم في نشر الشائعات وزعزعة الثقة بين الشعب الفلسطيني والمقاومة.

الوجه المظلم وراء الحملة الدعائية

يعتبر السوالمة، أحد الأعضاء الرئيسيين في شبكة “أفيخاي” الدعائية المرتبطة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية.

ويبرز اسمه بشكل متكرر في السجلات التي تتعقب أنشطة هذه الشبكة، حيث يشتهر بتبني خطاب دعائي يروّج لرواية الاحتلال ويسعى لضرب تماسك المجتمع الفلسطيني.

ولد السوالمة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي بيئة تشبع بالروح الوطنية والمقاومة، لكنه اختار أن يسلك طريقًا معاكسا لهذا الإرث النضالي.

فقد بدأ نشاطه في فترة مبكرة عندما انضم إلى ما يُعرف بـ”فرقة الموت” في غزة، وهي مجموعة نفذت انتهاكات جسيمة ضد المعارضين والنشطاء في فترة سابقة، حيث ارتكبت جرائم ضد الفلسطينيين بغرض تحييدهم عن ساحة الصراع.

وبعد فترة، انتقل السوالمة إلى تونس تحت غطاء الدراسة الجامعية، إلا أنه فشل في إتمام دراسته الأكاديمية، مما جعله محطًا للسخرية في الأوساط الفلسطينية.

ولم يتوقف سلوكه المشبوه عند هذا الحد، بل تورط في العديد من الفضائح الأخلاقية، كان أبرزها استغلال النساء في محاولات لإفساد صورة المجتمع الفلسطيني.

اليوم، ينشط السوالمة في حملة دعائية منظمة ضد المقاومة الفلسطينية، يعمل على تمويلها وتوفير الحماية لها من خلال جهات مشبوهة.

الأجندة الخفية والدور المشبوه

يسعى السوالمة، من خلال منصاته الإعلامية المتنوعة، إلى تدمير المعنويات الفلسطينية وخلق حالة من الإحباط داخل المجتمع، وبالتالي إضعاف قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه الاحتلال.

وبتنفيذ هذه الأجندة، يلعب السوالمة دورًا محوريًا في نشر الخوف والشكوك بين الفلسطينيين، في محاولة لزعزعة الثقة في قادتهم وشعبهم.

ومن الواضح أن السوالمة لا يعمل بشكل فردي، بل هو جزء من شبكة أكبر تسعى لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتفكيك الوحدة الوطنية التي تشكل ركيزة الصمود في مواجهة الاحتلال.

والتورط في نشر الشائعات والتضليل يمثل جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى إضعاف المجتمع الفلسطيني من الداخل، وبالتالي تسهيل عمليات الاحتلال العسكرية والاقتصادية.

استراتيجية التضليل

يعتبر حساب “المنخل” من أبرز الأمثلة على الأساليب الخبيثة التي تستخدمها الجهات الاستخباراتية لتدمير الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال التضليل الإعلامي.

والقائمون على الحساب هدفهم الرئيسي إضعاف المقاومة الفلسطينية وتشويه صورتها لدى حاضنتها الشعبية. ومن خلال استغلال منصات التواصل الاجتماعي، تتأمر هذه الأداة الدعائية في سبيل تفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، مما يتيح للاحتلال الإسرائيلي مواصلة فرض سيطرته على الأرض الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى