تحييد إياد كلاب يفضح عصابات الفساد والتخابر التي تخدم الاحتلال في غزة

لم يكن غريبا على شبكة أفيخاي أن تلجأ سريعا إلى محاولة تلميع وتبييض صورة مجرم خان المقاومة وسرق قوت النازحين في قطاع غزة هو المدعو إياد كلاب.
فقد أثارت حادثة تحييد “كلاب” على يد قوة “رادع” التابعة للمقاومة في غزة جدلاً بعد أن سارعت شبكة أفيخاي – الذراع الإعلامي للاحتلال – إلى إطلاق حملة تبييض لصورته، متهمة المقاومة بالاعتداء عليه بالضرب وإطلاق النار على قدميه.
إلا أن الوقائع والقرائن الميدانية تكشف صورة مغايرة تماماً: رجل متورط في جرائم ضد المدنيين والمقاومين، ومرتبط بعلاقات مع أطراف أمنية وسلطوية مشبوهة.
من هو إياد كلاب ؟
إياد كلاب ليس مجرد “شخص عادي ومسالم” كما حاولت بعض الجهات تصويره، بل شخصية نافذة في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، حيث تولى دور مختار عائلة كلاب ورئيس نادي خدمات النصيرات.
ونفوذه لم يكن اجتماعياً فقط، بل ارتبط بعلاقات وثيقة مع حركة فتح في الوسطى، وكان قريباً من ماجد فرج، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ما يضعه في دائرة النفوذ الأمني والسياسي، ويمنحه غطاءً لحماية أنشطته غير المشروعة.
وقد ثبت تورط كلاب في تشكيل عصابة متكاملة مع أبنائه مارست أعمالاً إجرامية بحق النازحين والمدنيين. وشملت تلك الجرائم:
سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة إلى القطاع، في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء.
الاعتداء على النازحين وسلب أموالهم ومقتنياتهم.
إطلاق النار على المقاومين وغدر عناصر من المقاومة أثناء قيامهم بمهامهم الميدانية.
ولم تكن هذه الممارسات مجرد حوادث معزولة، بل شكلت نمطاً منظماً ساهم في إضعاف الجبهة الداخلية، وضرب الثقة المجتمعية، وإثارة الفوضى في لحظة حساسة يعيشها القطاع تحت الحصار والعدوان.
وأمام تصاعد الانتهاكات، لم تتسرع المقاومة في حسم الملف عسكرياً، بل اتبعت خطوات تدريجية.
إذ قامت قوة “رادع” أولاً بحصار منزله ومطالبته بتسليم نفسه. لكن كلاب رفض الانصياع، ما دفع القوة إلى اقتحام المنزل واعتقاله بالقوة.
وتؤكد هذه الإجراءات من المقاومة أن ما جرى لم يكن “استهدافاً تعسفياً”، بل عملية منظمة لإنهاء حالة تمرد مسلحة ومستمرة.
إياد كلاب والتخابر مع الاحتلال
من بين أخطر الاتهامات الموجهة لكلاب، تورطه في التخابر مع الاحتلال حيث كان يقدم خدمات أمنية للاحتلال، تساعده في اختراق الوضع الداخلي الفلسطيني.
بل إن بعض الممارسات، مثل اعتراض شاحنات المساعدات أو إطلاق النار على المقاومين، كانت تصب بشكل مباشر في خدمة أهداف الاحتلال الذي يسعى لتفكيك الجبهة الداخلية عبر نشر الفوضى وضرب روح الصمود.
وقد سارعت شبكة أفيخاي إلى إطلاق حملة إعلامية بعد عملية “رادع”، ركزت على اتهام المقاومة بـ”الاعتداء على شخص بريء” وذلك بهدف تشويه صورة المقاومة عبر تصويرها كطرف يمارس العنف ضد المدنيين.
كما استهدفت شبكة أفيخاي إعادة تدوير صورة إياد كلاب كشخصية اجتماعية مسالمة، متجاهلة جرائمه من أجل زرع الشكوك في الوعي الشعبي عبر تضخيم الحدث وتحويل المجرم إلى ضحية.
إلا أن هذه الاستراتيجية تتجاهل الوقائع الثابتة، وتكشف عن محاولة إسرائيلية مفضوحة لاستثمار حالة فردية في خدمة دعايتها ضد المقاومة، متناسية أن من “تبكي عليه” متورط في جرائم كانت تُسهل مهمة الاحتلال نفسه.
وعليه فإن تحييد إياد كلاب لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق السياسي في غزة. فالرجل يمثل نموذجاً لشخصيات محلية نافذة تستغل نفوذها العشائري والسياسي لخدمة أجندات شخصية أو سلطوية، أحياناً على حساب المجتمع والمقاومة. ووجوده كان يمثل تهديداً مزدوجاً: تهديداً للأمن المجتمعي عبر جرائم العصابة، وتهديداً للأمن الوطني عبر التخابر مع الاحتلال.
وإنجاز تحييد هذا المجرم يوجه رسالة للمجتمع المحلي في غزة بأن المقاومة لن تتسامح مع أي طرف يعبث بالمساعدات الإنسانية أو يعتدي على المدنيين.
كما يوجه رسالة للاحتلال بأن محاولات اختراق الجبهة الداخلية عبر أدوات محلية ستفشل، فضلا عن رسالة للإعلام المضاد وشبكة أفيخاي بأن حملات التبييض والتضليل لن تغير الحقائق الميدانية وأن المحاولات المفضوحة لتزييف وعي الشعب سرعان ما تنهار أمام الحقائق الملموسة.
