تصريحات الجاغوب الأخيرة تكشف تخاذل السلطة أمام الاحتلال

أثار القيادي الفتحاوي منير الجاغوب جدلاً واسعًا بعد أن سخر من صاروخ محلي الصنع عُثر عليه في طولكرم شمال الضفة الغربية، معتبرًا إياه شيئًا “تافهًا” وغير مهم.
وهذا السلوك يعكس استمرار سياسة التشكيك والتقليل من شأن المقاومة التي تبناها محمود عباس منذ أكثر من 20 عامًا، مع استمرار دور السلطة في التعاون مع الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية.
تخاذل السلطة أمام الاحتلال
وزعم الاحتلال الإسرائيلي أن الصاروخ عُثر عليه في طولكرم، وقام خبراء المتفجرات في شرطة حرس الحدود بتفكيكه بعد اكتشافه.
ووفقًا لتقارير إسرائيلية، اكتشف مزارع فلسطيني الصاروخ وأبلغ أجهزة السلطة الفلسطينية، التي بدورها أبلغت الاحتلال عن مكانه، مما يعكس تعاون السلطة مع الاحتلال في متابعة المقاومين الفلسطينيين.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن الصاروخ كان موجودًا في منطقة مفتوحة لفترة طويلة وبدون محرك، ولا يمكن الجزم ما إذا كان قد أُطلق سابقًا أم لا.
المقاومة في الضفة
وكان الاحتلال قد أعلن قبل أيام عن اعتقال خلية في رام الله كانت تعمل على تصنيع صواريخ وتجهيزها للإطلاق نحو المستوطنات، وعثر الجيش على عشرات الصواريخ والعبوات الناسفة ومخرطة لإنتاج الصواريخ، وقد تم حصر الشبان الثلاثة الذين كانوا يتحصنون داخل مبنى في قرية نعمة شمال غرب رام الله قبل اعتقالهم.
كما سبق أن أعلن الاحتلال العثور على صاروخ أُطلق قرب رام الله، حيث أشارت قناة “i24” إلى نجاح مقاومين في إطلاق الصاروخ على بعد نحو 4 كيلومترات من مستوطنة موديعين عيليت، معتبرة ذلك بداية مسار جديد للمقاومة في الضفة الغربية يحاكي تجربة غزة.
سخرية الجاغوب وتاريخ السلطة
وسلوك منير الجاغوب يعيد إلى الأذهان ما فعله محمود عباس قبل أكثر من 20 عامًا، عندما سخّر من صواريخ غزة ووصفها بـ”الصواريخ العبثية”، ثم أصدر تعليماته لأجهزته الأمنية بقتل كل من يمتلك صاروخًا في غزة.
اليوم، السلطة نفسها تعمل على تسهيل متابعة المقاومين والتعاون مع الاحتلال، فيما يستمر الفلسطينيون في تطوير قدراتهم الصاروخية والمقاومة رغم كل محاولات القمع والتهكم.
وتكرار هذا النمط من سلوك قيادات السلطة، كما يظهر من سخرية الجاغوب والتعاون مع الاحتلال في طولكرم واعتقالات رام الله، يوضح أن سياسة التشكيك والخيانة لم تتغير منذ أوسلو.
بينما المقاومة الفلسطينية تواصل تأكيد وجودها وتطور قدراتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يشكل تحديًا مستمرًا للاحتلال وإثباتًا لصدق خيارات الشعب الفلسطيني.