معالجات اخبارية

محاولات “إسرائيل” كي وعي أهالي غزة.. فشل مستمر منذ عامين

في ذكرى الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، يتجدد التذكير بفشل منظومي شامل في “إسرائيل” أثر على كل مستوياتها، من الاستخبارات إلى القيادة المدنية والسيطرة على السرد العام، مع انعكاسات مباشرة على أهالي غزة.

ولم يكن الحدث مجرد خرق أمني عابر، بل كشف انهيارًا متزامنًا في الإنذار والجاهزية والاستجابة، أعقبه تفكك في الثقة، وارتباك في القيادة، وتآكل في أدوات الحكم المؤسسية.

تراجع الثقة والمسؤولية

وأظهرت القيادة السياسية والعسكرية ترددًا واضحًا وتأخرًا في اتخاذ القرارات المصيرية، ما أرسل رسائل متضاربة وأضعف مصداقية أي محاولات للتأثير على وعي السكان في  غزة، وغياب الشفافية في إدارة المعلومات العامة خلق بيئة خصبة للشائعات، بينما توترت العلاقة بين القيادة المدنية والعسكرية بسبب الانتقادات العلنية، وغياب آليات المساءلة أتاح إعادة سرد الأحداث وفق مصالح محددة.

والإعلام، من جانبه، انحاز في المراحل الأولى إلى الخطاب الرسمي على حساب التحقيق المستقل، ما قلل قدرة “إسرائيل” على صياغة وعي عام متحكم فيه، وأضعف الثقة في المصادر الرسمية والمهنية.

التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية

ولم تقتصر الأزمة على الفشل الأمني، بل امتدت إلى الاقتصاد والمجتمع والقانون، ما قلل من تأثير أي محاولات للسيطرة على الرأي العام في غزة.

والتعبئة العامة أثرت على الإنتاج والخدمات، وتباطأت شبكات التعويض، بينما بقيت الأعمال الصغيرة والمتوسطة غير محمية، ما كشف هشاشة إدارة المخاطر الاقتصادية والاجتماعية.

والتوزيع غير المتوازن للعبء العسكري زاد الاستقطاب السياسي، وتوسعت ملاحقات الحقوق المدنية والسياسية على خلفيات منشورات وآراء، ما أظهر فشل إسرائيل في إدارة وعي السكان وإخضاعهم لمناخ خاضع للرقابة.

وغياب مؤشرات الأداء الواضحة وفصل الدروس التاريخية عن التطبيق العملي أضعف أي قدرة مؤسسية على التعلم أو تحسين أساليب السيطرة على الرأي العام، بينما مشاكل  اللوجستيات وأزمات التنسيق بين المركز والسلطات المحلية أكدت هشاشة البنية المؤسسية بشكل كامل، وجعلت كل محاولات كي وعي أهالي غزة غير مجدية.

وبعد عامين من الهجوم، يظهر أن محاولات إسرائيل المستمرة للتأثير على وعي أهالي غزة والسيطرة على الرأي العام فشلت بالكامل، والفشل لم يكن مجرد إخفاق أمني، بل أزمة شاملة، مع انعكاسات مباشرة على المدنيين في غزة، الذين بقي وعيهم وإدراكهم للمواجهة حيًا رغم كل محاولات التلاعب والتأثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى