ياسر أبو شباب.. وجه الخيانة الذي يختبئ وراء درع الاحتلال

بعد أسابيع من اختفائه عن الأنظار، عاد المتعاون مع الاحتلال ياسر أبو شباب للظهور في مقطع مصور جديد، محاطًا بعدد من أتباعه شرق رفح جنوب قطاع غزة، في منطقة تخضع بالكامل لسيطرة جيش الاحتلال.
وجاء ظهوره بعد فترة من التواري والاختباء عن العلن، في وقت تشن فيه فصائل المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في غزة حملة موسعة لتطهير المناطق الشرقية من العملاء والمليشيات المسلحة التي شكّلها الاحتلال خلال الحرب الأخيرة.
ياسر أبو شباب وجه الخيانة
ويُظهر المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع، أبو شباب وهو ينزل من مركبة رباعية الدفع ويتفقد حاجزًا صغيرًا في المنطقة التي يقيم فيها، بينما بدا المشهد معدًّا بعناية لإظهار “نفوذ ميداني” لا وجود له فعليًا.
ويؤكد نشطاء أن المقطع صُوِّر داخل نطاق محدود يخضع لحماية الاحتلال، في محاولة لإيصال رسالة مفادها أنه ما زال “قائدًا مسيطرًا”، رغم انهيار مجموعاته المسلحة وفقدانه الاتصال بمعظم عناصره خلال الحملة الأمنية الأخيرة.
وكشف تحقيق سابق لقناة الجزيرة أن المنطقة التي يصورها أبو شباب وكأنها مساحات واسعة من شرق رفح، لا تتعدى عدة دونمات فقط، تضم نحو 15 منزلًا بعضها مدمَّر، وتقع جميعها داخل نطاق سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
مليشيات شكلها الاحتلال
وكان ياسر أبو شباب قد شكّل خلال الأشهر الماضية مجموعات مسلحة متعاونة مع الاحتلال، نفّذت عمليات اغتيال بحق مقاومين وسرقت أسلحة وسلمت آخرين لقوات الاحتلال، كما نصبت كمائن استهدفت نازحين أثناء عودتهم إلى منازلهم في شمال القطاع عقب وقف إطلاق النار.
وتؤكد مصادر ميدانية أن المجموعات التي كانت تعمل تحت إمرته تفككت بشكل شبه كامل خلال الأسابيع الماضية، بعد حملات أمنية متواصلة أدت إلى مقتل واعتقال العشرات من عناصرها، فيما يواصل أبو شباب التخفي والتنقل في نطاق ضيق شرق رفح، تحت حماية مباشرة من الاحتلال.
تطهير القطاع من بؤر العمالة
ويحاول العميل الفار من العدالة، عبر مقاطع مصورة ينشرها على منصات التواصل، أن يصنع لنفسه صورة وهمية لقائد ميداني يسيطر على مناطق واسعة، مستخدمًا الإعلام كأداة تضليلية تهدف إلى إرباك المشهد الداخلي.
وتواصل المقاومة وأجهزتها الأمنية في غزة ملاحقة المتعاونين مع الاحتلال والمتسببين بنشر الفوضى داخل القطاع، من خلال اعتقال المتورطين والتخلّص من الضالعين في جرائم القتل.
ومن شمال غزة إلى جنوبها، يخوض أمن المقاومة حملة واسعة لبسط السيطرة وتعزيز الأمن والاستقرار على الأرض، في معركة أمنية هدفها تطهير القطاع من بؤر العمالة والخيانة التي حاول الاحتلال زرعها داخل المجتمع الغزي.